هاف ديفيندر المجتمع!.
المجتمعات البشرية وفرق الكرة.
نشر في 21 فبراير 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كتب : أحمد يونس
( هذا المقال تم نشره لي على موقع ابناء النيل الالكتروني )
http://www.abnaelneel.com/?p=7796
المجتمعات تشبه فرق الكرة.. تتنافس فيما بينها في جدول مسابقة الصراع بين الأمم.. المجتمع الأكثر ترابطا وانسجاما يتقدم في جدول المسابقة.. والآخر الذي تحكمه الفرقة والشتات يغدو مجتمعا عشوائيا هشا ضعيفا، مكانته في آخر الجدول مع العشوائيين أمثاله!.
يتخيل للبعض ان نجاح فريق كرة ما يعتمد على المهاجمين فقط.. أو المدافعين فقط.. او حارس المرمي فقط.. أو ظهيراه الايمن والايسر.. او جميعهم معا.. والحقيقة التي أراها أن أساس نجاح أي فريق هو لاعب خط الوسط ( الهاف ديفندر ) حلقة الوسط بين الهجوم والدفاع وظهيرا الفريق الايمن والايسر.. هو قائد الملعب والركيزة الأساسية للفريق.. إذا حدث فيه خلل.. اضطرب الأداء وغاب الانسجام وأصبحت الهزيمة وشيكة.. وبالمثل في المجتمع الناجح الذي يملك قوة الربط بين أطيافه وشرائحه.. وقوة الربط تتمثل في الوسطية كمنهج وقوة.. والتي تجعل المجتمع منضبطا ومنسجما ومتزنا يعمل لتحقيق آماله وأحلامه تحت مظلة استقراره المبنية على عمل جماعي متناغم بين أفراده.. فالوسطية هي رمانة ميزان اي مجتمع.. وهي التي تحوي الجميع من خلال خلق مساحة من التوافق بين الأفراد والمؤسسات والاحزاب وأي كيان كان.. تقضي على الخصومة والنزاع عن طريق تقديمها لحلول وسط ترضي الاطرف المتنازعة.. تساهم في تحقيق الخطط القومية التي ترسمها الدولة .. تحافظ على الوحدة وقوة التماسك فتحقق استقرار مجتمعي، ينتج عنه استقرار سياسي، يعقبه استقرار اقتصادي.. أما المجتمعات ضعيفة القوة الوسطية او التي لا تملكها من الأساس.. هي مجتمعات آيلة للسقوط حتى وان امتلكت موارد الأرض الطبيعية والطاقة البشرية والعقول المفكرة.. لان الجميع سيتقاتل ليأخذ نصيبه.. وفي النهائية لا فائز.. مثل فريق الكرة الذي لا يملك مركز خط الوسط.. لن ينجح في الوصول للمرمى.. وان نجح، لن يحرز أهداف بسبب طمع اللاعبيين.. إذا القوة الوسطية هي أساس نجاح فرق الكرة وسبب تقدم مجتمعات الدول.
نحن بحاجه الى ( هاف ديفندر للمجتمع ) ليكون أداة ربط بين اليمين واليسار، والجنوب والشمال، والشرق والغرب.. وبمجرد امتلاكنا لهذا المركز ومع بداية ممارسة مهامه.. سيلعب المجتمع كفريق واحد بشكل جماعي تكتيكي.. يقضي على سلبياته ويقلل من أخطائه.. ويعزز من ايجابيته ساعيا في تحقيق آماله وطموحاته.. مجتمع متكامل قوي حديث ينافس الكبار على بطولة الصراع بين الأمم.. ويبتعد عن المنافسة مع الضعفاء في معركة مهددا فيها بالهبوط أكثر من أمله في البقاء!.
-
AhMed YouNessأحب الفلسفة والادب.. عندي موهبة التحليل والنقد والتأليف.. أقرأ عن كل شيء استطعت القراءة عنه، واكتب عن اي شيء تعلمته لانقد أو لاضيف أو لأحذف.