قدْ يَستهلكُك الوعي ، للحظةٍ تشعر كم كبرت مع الأشخاص و بفعل الصعقات الطاردة للبرائة . تظن انكَ واقفاً أعلىٰ قمة الأشياء ، بيسار يدك حقيبة تحمل داخلها عقلك و الحقيقة قد تكون غارقاً ببحر الهاوية العميق ، التفكّر أُرضةٌ تقرض مِن طولِ عمرك و تنهشُ عقلَك حدّ الهشاشة شيء فشيء حتى تجد نفسك فاتحةً ذراعها لتقبيل الموت بكلّ تَقبُّل .
لا أعزاء ، لا افتِقاد ، تلهث لتُغلق الأبواب ، غير فحيح الذكريات المُتوفية التي تستوقفك بكلّ وفاء بين سطرين و ثالث لن تجدَ خلفَها أحد .
تتصلب بوجه فكرة إنشاء ذكرىٰ سخيفة مع أُناس جديدة لهذا العمر ، كما لو أن رصيد الاكتراث أُستهلك ، لا رغبةٌ تجتاح الرغبة بمن يهتمُ بالتقربِ منك هكذا الأمر بهذا الشكل من العبث . تواصلك يقتصرُ علىٰ شخصٍ -مؤقت- أو لا أحد ، فكرة الأبدية مُخيفة و غير مُجدية لك .. العلاقات الاجتماعية لكَ بمثابة تسقيطُ فرض فتتواصل مع أصحاب عبارة "كيف حالك" و "بخير" كافية جداً لصدّهم مؤقتاً عن عالمك .
ثم تتسائل عن كلِّ ما يحملوه من حماسة الحديث و تحسدهم لشغفهم هذا .. لمَ انا كيف رأيتني جدير بالسؤال و التواصل ، أعطوني نصف هذا الشغف لطفاً ؟!
ماذا وجدتهم بهذا الوجه بارد الملامح و حتى مَن تجاهلت تواصله قد يكون ثمةَّ حُباً تكن له إلا أن التعبير أصبح عَصيّ ، صعوبته كأمتحانٍ لمادة جافة . ستدركَ وحدك في هذا التجاهلِ حُبّ ، إخلاص ، و حديث يُعدم إذا قيل ؛ لكن من سيتفهمَ ما انتَ عليه من تخبط ، إنهاك و متلازمة الخرسْ الإلكتروني .
- #هُدى_مُزهر