منذ بداية هذا القرن الجديد الحادي و العشرين لم تتنفس ارضنا الصعداء أبدا، ففي شمس كل يوم تشرق هناك حدث جديد مهم يقع في العالم، و ما يهتم به الناس الآن لن يكون هو نفسه بعد سنة أو سنتين . و تقع مختلف و المآسي لكنها تنسى بسرعة هائلة، فقد أصبح إنسان القرن الحادي و العشرين متعطشا للجديد دائما سواء كان هذا الجديد جيدا ام سيئا. يريد سماع آخر الأخبار و تبني خر صيحات الأفكار و المعتقدات المؤقتة حتى لو تعارضت مع قيمه أو فطرته السليمة. كما أصبحت ذاكرته أضعف لهذا ينسى كل شيء بسرعة. و حينما أقول إنسان القرن الحادي و العشرين متعطش دائما للجديد فأقصد بالقول أيضا المؤسسات و الشركات العالمية؛ بل وحتى الحكومات، فهاته الأخيرة تلعب لعبة سياسية جديدة بين الفينة و الأخرى، و تبتكر أحدث الوسائل لاستعباد شعوبها و الاحتيال عليها، لا توجد حكومة صادقة أو نزيهة مائة بالمائة , حتى لو صدقت البروبغندا الأمريكية بأنها الأفضل و تريد الأحسن لشعبها دائما ، فحكومات العالم لا تختلق عن بعضها كثيرا.
وفي ظل هذه السرعة و تداول الأيام ؛ توالت الأحداث و تغيرت الأجندات و القضايا الدولية باستمرار.تارة تغير المناخ، جائحة كورونا، الحرب الروسية- الأوكرانية.....
ابتدأ القرن هذا بقدوم رئيس جديد سنة جورج د.بوش والذي جلب معه أهداف استراتيجية خطيرة لمنطقة الشرق الأوسط، فعرضت المسرحية الكبرى على أنظار العالم كله مسرحية الحادي عشر من سبتمبر / ايلول ؛ في مسرح نيويورك الكبير ، فغيرت كل شيء و اختلت الموازين لتشهد المنطقة بعدها تخريبا كبيرا بذريعة محاربة الإرهاب و "دمقرطة الشعوب".
طبعا لا يمكن إنكار حقيقة أن عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر قد انتهى تقريبا، ولم تعد مسألة محاربة الإرهاب ترهق شعوب العالم لأن الأولويات تغيرت مع مرور الزمن، و خاصة بعد ثوراث الربيع العربي سنة 2011 . ولكن مع الأسف لم تغير الثورة أوضاع أي من شعوبها و لا في حكامها ؛ لازال الظلم و الاستبداد يسودها، و اكبر دليل على ذلك هو ما نراه من أزمات في مصر و تونس وسوريا و غيرهم.
وعلى سيرة سوريا ؛ يبدو أن دولة عربية جديدة قد تلحق قريبا بها، ألا و هي السودان، التي استيقظ شعبها المسالم على وقع الاشتباكات بين طرفين سودانيين في نهار رمضان بينما هم صيام ، وكل هذا لاستيلاء على السلطة حثى لو كان الثمن خلق سوريا أخرى.
وفي الأخير يطرح السؤال الأهم وهو؛ كم من دولة أخرى بالمنطقة ستلحق بسوريا ؟ .
-
إيمان واهروشصحفية طالبة بالمعهد العالي للصحافة والاعلام بمدينة الدار البيضاء أكتب كي أعبر عن وجهة نظري حول مختلف المواضيع المهمة .