أنينُ رحيل..
هيام فؤاد ضمرة..
يا راحلاً وفي الأثرِ قلبٌ مستباحُ الهَوَى جَريحُ
يا منْ اخترتَ للرحيلِ صُبحٌ كأنه الأنينُ الرجيحُ
صادمَكَ الخطوَ المُترنّحُ الخائر بالذبِّ الرَهيبِ.. فهكذا هجومَهُ القبيحُ
كان وجهُكَ هزيلاً مذهولاً، كأنما يدُ الريحِ صفعَتهُ تَبَجُحاً صَريحُ
كأنما تُغاضِبَك انغماساتُ لحظكَ في مَجْمَرِ الاستغراقِ حينَ فجيعُ
يترصدَكَ التوهانَ على دروبٍ تعرجتْ.. فانبعَجَتْ بك أرصفةُ الغمامِ عليلُ
أيا أيها اليمامُ الذي أرخى على نافذتي هديلٌ يترنمُ للهيامِ القريحُ
أما تذكرُ يوم كان منكَ الوعدُ مُترصِداً ضَليعُ أزمانٍ تُسْتَرجِعُ وتُرِيحُ
فيا أيها الراحلَ على رُسْلِكَ، ففي نعشِ الغِيابِ بريدٌ يُراهنُ على دَمعِي ويَستبيحُ
خذْ في مَثوَى وَريدِي مِسْكُ التواتر، وتسَابيحٌ تردِدُ تهاليلَ الحبيبُ
أنا في ابتسامةِ شدقيْكِ امتدادٌ، يُسفِرُ عنْ قصةٍ رويناها أنّى تُجيبُ
أمنحَكَ جِراحِي علّها تسْتَقِي رَذاذُ بلسمٍ ظلَّ يُخاتِلُ مُخيَّلةً
تُكسِّرُ في كلمَاتي وَجِيعاً، ليَنبَعِثُ الدمْعُ حينَ يَقِرُّ الوَجِيبُ
كم عاماً غادِرَتني أجفاني، ليَتتبعَ في نواظِري ظلا للرؤا
فأمضي أزماناً يُخاتلني لحظِكَ العابِقُ في أوقاتي كأنك للتو مُجيبُ
فيتألق في احسَاسي استئناسي بشموخِ طيْفكَ فأنى عني تغيبُ
أعِدني إلى حَدَقتيْكَ حيثما أقمتُ وَصْلي وحيثما اسْترجِعُ الأريبُ
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية