جاء الحب أخيراً يتهادى ضعيفًا وسط الطرقات
فوقفت بكلتا يداي أمنعه من سـكنى البيت
فتنهد من صُنعي غضبا
وقال حسبتك من شدة شوقك
ستطوفين بي أرجاء العالم فرحة
بقدومي، أتراني هذيت؟
فأجبت :قد غبت طويلا ومن طول
الشوق أحسبني عفوًا مليت
وحسبتك ستأتي سليما
فإذا بك أعمى ويقود خُطاك مجنونًا أما إستحييت؟
ولقد ناديت ليالٍ حتى تأتي ولكنك
كالعادة ما لبيت.
والآن اذهب لا أجد لك في بيتي مأوى
فلقد استوطنه الحزن منذ سنين ،
وهتفت باسمك كي تأتي فتشاركه
السُكنى ولكنك بئسًا ما أصغيت.
وها أنت تأتي ضريرا متكئً يحتاج لمن
يُرشده ،ولو أبصرت صنيع الزمن بحالي
صدقًا كنت بكيت.
فلقد عشت حياتي أقاتل كي ألقاك
ولكنك هاجرت لأرضٍ لا تعرفها قدمي
ولم أسكنها يوما أحسبها أرض الضحكات ،
حيث لا حزن ولا عبرات
واحيانا من فرط الألم
وقسوة من حولي أخذت أردد أنك مت
منذ قرون ....وبليت
وضاع قبرك وتوارى عن الأنظار
وسط الصحراء وأنا وسط الكون بقيت
فإذا بك موجود تهذي ،فاذهب وامضي
في سبيلك من حيث أتيت.
عُد ...لا تطرق أبدًا هذا الباب
وإن جئت فاعلم أنك منبوذ
وستُعامل بكل جفاء كالأغراب
وحيث حللت فلا تقدير مني ولا ترحاب
فلقد مت في نظري منذ سنين ولست إله
كي امنحك حياه ولا أعرفك حتى أطلب
لك من ربي رحمات.
فأنت غبي مغرور يتمادى في تقدير الذات
ولا يسمع من ناداه ولا يكترث لمن دعاه
فقط تحكمك الأهواء
وهذا المجنون سيقودك حتمًا كالعادة
بلا تفكيرفي كل الطرقات.
ولكنه لن يأخذك إلى حيث يشقى الإنسان .
سيكون حريصا أن يبتعد عن الأحزان
فأنا اعهده محض غبي لا يألف إلا النسيان.
ولا يكترث لدموع ولا يتألم من فقدان.
يحيى حيث تكون الفرحة ويعشقها
ولهذا يصحبك إليها دون استئذان.
وأحسبه تغافل عنك لهذا جئت الآن
ولكنك أتيت في وقت صعب
قد فاتت كل الاحداث ومضى الشغف
وتباعد عن هذا الحي
وها أنا وحدي أحيا وسط الأموات
فلا فرح ولا ضحكات .
أقف بابي أتطلع للطرقات ، فلربما كان
هناك أحدهمُ يَحيى مثلي وسط
الأموات.
-
Asmaakhashabaدرست اللغة الألمانية وآدابها ودرست النقد الأدبي والأدب المقارن ودرست بجامعة Alpert Ludwig بألمانيا.اكتب القصص القصيرة والسيناريو وأدون بعض الخواطر الشعرية.