ازمة طمامة ام ركود الاقتصاد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ازمة طمامة ام ركود الاقتصاد

ازمة طمامة ام ركود الاقتصاد

  نشر في 22 أكتوبر 2023 .

تعد بعض الاغذية والمأكولات من الامور المعيشية الضرورية لهذا الشعب او ذاك والتي لا يمكن الاستغناء عنها ؛ كالخبز والزيت والرز والسكر وغيرها ؛ بل ان بعضها يعد معيارا للمستوى المعيشي للمواطن كاستهلاك اللحوم وما شابه , وتعد الطمامة من اهم مكونات المطبخ العراقي , و من اساسيات الغذاء اليومي للعراقيين , حتى المطاعم والمقاهي وغيرها تعتمد عليها في تقديم الوجبات للزبائن ؛ لأنها تدخل في اعداد اطباق السلطة وغيرها .

ولعل الطماطة كانت الرفيق المخلص للعراقيين في ايام الحصار مع رفيقها الاخر ؛ وحش الطاوة ( الباذنجان ) ؛ وطالما تلاعب النظام البائد وقتذاك بأسعارها ؛ على الرغم من قسوة الظروف المعيشية والازمات المادية والحصار الاقتصادي .

وارتفعت هذه الايام اسعار الطماطة حتى وصل الكيلو الى ( 2000 دينار ) وكذلك ارتفع سعر كيس الطحين الى ( 30 الف دينار ) بينما واصل سعر صرف الدولار بالارتفاع ؛ بالإضافة الى الركود الاقتصادي , وكساد الحركة التجارية , وانتشار البطالة , وانعدام فرص العمل والعيش الكريم , وتدهور الاوضاع الصحية والتربوية والتعليمية , و سوء تقديم الخدمات العامة والبنى التحتية , ناهيك عن توقف الانشطة الصناعية وتلكؤ الانشطة الزراعية وغيرهما ... ؛ كل هذه السلبيات والعراق اقر موازنات كبيرة ولمدة ثلاث سنوات متتالية ... ؛ فأن لم تظهر اثار تلك الموازنات الكبيرة بصورة ايجابية على الواقع العراقي و تنعكس ايجابا على الساحة الاقتصادية وتؤتي ثمارها الان ؛ فمتى ينهض العراق ويستقر وضعه الاقتصادي وينتعش المواطن يا ترى ...!؟

وليت الامر يبقى كما هو عليه الان ؛ فالأيام حبلى بالفواجع ؛ اذ طالما جاءت الحروب بعد الكساد والازمات الاقتصادية الحادة مباشرة ؛ فكلنا يتذكر موازنة عام 2014 والتي اختفت وتبخرت بقدرة قادر , ولم تعرف حقيقتها الى هذه اللحظة , وبعدها دخلت داعش الاراضي العراقية , مما زاد الطين بلة , والخزينة العراقية هدرا واستنزافا .

ان ارتفاع وانخفاض اسعار الطماطة وغيرها في الاسواق العراقية بين الفينة والاخرى , قد يعزوه البعض لقلة الناتج المحلي وكثرة الاستهلاك , او جشع الفلاح العراقي , او منع الاستيراد او السماح له ... الخ ؛ الا ان الحقيقة التي لا يمكن انكارها , والمؤشر الواقعي يدل على ارباك الاوضاع الاقتصادية وغياب الخطط الاستراتيجية للنهوض بالواقع الاقتصادي العراقي الفاشل بكل ما لهذه الكلمة من معنى .

ففي احد المرات فتحت الوزارة أبواب الاستيراد في 1 أيلول ، وحينها اشتكى مزارعو بنجوين الذين تضرر منتجهم من الطماطة ؛ لكونها المنطقة الوحيدة التي تحوي هذا المحصول في شهري أيلول وتشرين الأول... ؛ فعادت الوزارة وأغلقت استيراد الطماطة في 5 أيلول استجابة للشكاوى، ليرتفع سعرها في علاوي المحافظات الوسطى والجنوبية ؛ لأن كمية طماطة بنجوين لا تسد كل الطلب المحلي ... ؛ فقررت فتح الاستيراد مرة اخرى ؛ تلافياً لارتفاع الأسعار، ولكنه قرار غير مجد وقتذاك ، لان محصول الطماطة في كربلاء والنجف من المتوقع ان ينزل الاسواق خلال اسبوعين فقط ... !!

وهكذا تسير الامور من دون خطط تنموية , او رؤى اقتصادية استراتيجية , او جداول محددة تبين لنا اوقات الحاجة للاستيراد واوقات حماية المنتج الوطني ؛ ولعل هذه الحالة البائسة ينطبق عليها المثل الشعبي القائل : (( على خانك يا دهر ... ؛ او المثل الشعبي القائل : ظلمه والدليل الله )) . 



  • رياض سعد
    كاتب وباحث مهتم في شؤون الامة العراقية ومعني بالدفاع عن الاغلبية العراقية وحقوق الانسان
   نشر في 22 أكتوبر 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا