الحريق الأخير..
رسالة أخرى..
نشر في 18 غشت 2023 وآخر تعديل بتاريخ 27 غشت 2023 .
إنه لأمر صعب، صعب جدآ، أن يحارب الانسان شعوره.
-أحمد خالد توفيق
الثامن عشر من أغسطس
الثانية و النصف ليلا..
لم أنم بعد ..
ربما هاته الجملة تكفي للتعبير عن كل شيء.
متعب الى أبعد الحدود، ليس جسديا، فماذا بإمكان هذا الجسد الهزيل حمله من أثقال بعد ؟
أتعبني التفكير، والتفكير ..
و تبا لها من أفكار لا تخترِق بيّ أرضا أو تحلّق بي نحو سماء أخرى أو تهدّ أمامي حواجزا أو جدارنا أو تغوص بي في أعماق محيط أو بحر.
مجرد أفكار
مجرد أفكار تستهلك ما تبقى من صبري ..
مجرد عملية لا تؤدي لشيء، غير نحر روحي ببطء.
ليتني استطعتُ إيجاد آلة لتعطيل محركات الأفكار بعقلي، أو إستعارة خوذة الجنون أو النسيان لبعض الوقت.
ماذا لو فقدت الذاكرة؟
ليتني أَقدَر أن أوصد الثقوب برأسي، أو أن أخمد جمرات الإنتظار بصدري و أوقف سلسلة الحرائق بقلبي..
جمرات إنتظار وأمل تتوهج وتضيء كلما هزتها رياح الماضي.
أحس بالحرارة تعتلي صدري، أقول دائما أنه الحريق الأخير، و سأرتاح من كل هذا.
لا أخير بقواميس هاته اللغة اللعينة، لغة الإنتظار، لغة الحب، و الأمل والوهم أيضا.
لغة الشنق الرحيم.
لا أنا احترقت ولا أنا انطفأت، أُشبه سيجارة طويلة لا حدود لها، تستمتع بي الأيام و الليالي و تحرقني على مهل دون أن تمل من تكرار المشهد .
أنا السنبلة التي أحبّت الماء و سلمته قلبها، فتركها للعطش و الجفاف ليجتثها من الأعماق.
السّنبلة التي إنتقمت من نفسها و أدرمت النار بقلبها، فأحرقت معها أراض ومساحات بأكملها.
أنا كل السواد و الرماد الذي خلفته كل الحرائق .
رغم كل التجارب إلا أني لم أتعلم شيئا، لم أكن مهتما بدروس الحياة من الأساس، كنتُ أحاول أن أحيا فقط، أحاول أن أعيش.
ليتني تعلمت كيف أحمل دلو ماء و أُطفؤني..
لم أتعلم شيئا، غير الإنبهار بحجم الحريق و التحديق إلى ألسنة النار، رغم أني كنت المحترق و المشتعل الوحيد في كل مرة ..
ليتها استطاعت ان تعلمني شيئا غير إفتعال الحرائق، غير الإنتظار.
ليتها.
ربما آن الأوان لأصرخ بما قاله تشي جيفارا ذات يوم:
ما يذهب دعه يذهب، لا أريد شيئا ملطخا بالرجاء، مهما كان فليكن، حتى و لو كانت الحياة.
آرثر
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي