هذيان موجع...
هيام فؤاد ضمرة...
ويأتي نهارُ ذكرى ميلادِكَ مُوجِعاً كيومِ الرحيلِ
يثيرُ لواعجُ الحنينِ فأرنُو لرَسمٍ طُبِعَ على قلبي
محفورٌ بخطوطِ نورٍ يُرافقُ خَطوِي يُذكِي وَلعِي
فلا أجدُ لكَ مثيلاً في مراكبِ الأيام.. يُساويكَ إنسان
أقبضُ على صَدرِي أخَفِفُ ارتطامَاتَ النبْضِ
فمن رحمةِ ربي أنْ تُغادرَ إلى عالمٍ بَرزخيّ خَفِيّ
ليَعبُرُ حفيدكَ في ذاتِ التاريخ، لألملِمُ فيه تبَعثري
فإليكَ الحنينُ حتى تَستوي بي مُنحنيَاتُ الشوق
وإليكَ أُبْرِقُ قرمزيةَ الشغَفِ عند اكتظاظِ رَمَقِي
والعمرُ يَحرقُ أصابعَ الزمنِ حتى ينتهي وَرَقي
فآتيكَ أجري والمسافةَ بيننا تصيرُ بَريقاً خاطفاً
ووجهَكَ المرتسمُ بدمِي يدورُ بي.. وأدورُ به
ويلفُ أركانَ ذاتي إلى مدى ما تَصِلَهُ أيدِ وَجَعِي
فيا وجعَ الغائِبُ الحاضر، أينَ مِني ذِكرى ذاكَ البُعادِ
وتراكَ عيني تلوحُ عنْ بُعدٍ لتُهديني إلى وَسَدِي
فيَهيجُ الفؤادُ ولعاً والوَسنُ يُرَحِّلُني إلى منتسبي
لله طيفكَ ما يزالَ يرقدُ بِجَانبي فيُعيدَني لهيامي
ويعيدُ لبَسمتي رونقَ ما يوصفُ بهِ حُسنُ كلامي
فسُبحانَ سَمتٍ يُقيمُ بوجهِكَ مُنحَنياتُ بغيةَ مَرامِي
فلا أعاني ذاك الألم ولا أهادن من للغياب سباني
سجلتَ بالأسفارِ رحيلاً أغشى عيونٌ في أحداقِ
وصارَ الكونُ ظلاماً تتلظاهُ حُمرةُ الضوءِ للاحتضارِ
فارفقي ذي العينُ قد لامسكِ حُزنٌ يُفجِّرُ الدمَ بالشريَانِ
وجرِّدِي حُساماً مَضى يَضربُ شعر تهَالكي بالقوافي
وشدِّي لجامَ خيلٍ في السُّرى ونقعَ الغبارِ بالأخطارِ
سيظلُّ طيفُكَ مُرَافقي، فحَسبُكَ أنَّكَ ما خرَجتَ مِنْ فؤادي
ولا ذرفتْ عيْناكَ دُمُوعاً حرَّى مِنْ جُرحٍ أوقدَهُ أوغادٍ
القدسُ يا غائِبي حَزينةٌ تجرِّحَها مِدي في أيدِ أخوةٍ أعادي
حتى القوافي صرخت فجيعة لانكسار سيف عنترة بمتردم
قد تهلهلتْ عباءةُ عُربٍ تُغتالُ احتضاراً على ِجَفن الردى
فطِبْ بالأعمَاقِ مُستَقَرٌ فلنْ يُلوِّثكَ مِنهم مُنغمسُ انهيارِ
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
التعليقات
ختامها مسك
من أروع من قرأت...جزاك الله خيرا و زادك من فضله..بسم الله ما شاء الله