إمرأة تحتضر ..
فتشتُ عنكَ فلم أجدْ غير الصدى
يحكي الذي قد كان يوما وانتهى
ويرددُ اللحنَ الذي يا ما على
وتر المحبة كم عزفناهُ سوا
ويمدُ نحوي واثقا أنّي إذا
عانقتُه حتما سنرجع ما مضى
ففردتُ حضني كي ألملم خيطَه
لنعود.!
لكن حين أقبلتُ اختفى
وجلستُ أستجدي الزويا علها
تحنو عليَّ بما تبقى من ندى
وأعللُ القلب الذي لمّا يَزلْ
مُذْ آخر المرات خالِ المحتوى
ويجوبُ في صمت الليالي وحده
كل الأماكن. والأماكن كالدُمى
ويقلبُ النظراتِ بين طلولها
وعلى يد الجدران يبحثُ والثرى
هنا كان مجلسنا وهذا عطره
فيه وذاكَ على الأريكة ما حكى
هنا كان يشربُ في الصباح بنشوةٍ
صُبْحِي بقهوته ويصدحُ بالغنى
يُومِي إليّ بطرفه متغزلا
فأهيمُ كالدخان في عَرَضِ السما
حتى إذا لمَّ الشرودَ وظمني
في حضنه عدتُ أُفَسِّر ما جرى
وعلى فَمِي قُبُلاته لمّا تَزلْ
تسقي فراغ الروح من عَذْبِ اللمى
وعلى مسامع سَكْرتي همساته
تشدو وقلبي في يديه المبتلى
فأتى الزمان على مُنانا إذْ خلتْ
أضغاث أحلامٍ على تلك الرؤى
وتساقطتْ بين الجفاء كأنها
غصنٌ قَلَتْهُ يدُ السماء وقد ذوى
آهٍ عليكَ فلو رأيتَ نحولَه
وشحوبَه والصيف أحسن ما يُرى
أخفرتَ وعدكَ بعد طول ضمانةٍ
ومن الوعود جميلةٌ. ما تُقْتَضى
بسام اليافعي