اننا لا نجيد التعامل مع الالم.
و اقصد هنا الانسان عامة، و النساء بشكل خاص، رغم تراثنا الادبي الحافل، و وفرة ما قدمه لنا الشعراء، و ما نطقت ابيات شعرهم من الم،و هجر،الا اننا لا نستطيع ان نتالم و نحيا في الوقت نفسه ، لم نعرف غير خيارين، الاول ان تتوقف الحياة قسرا، لانك ما عدت قادرا على ممارستها ، ليس و قلبك مكلوم على الاقل، ترفع شعارا "واني اكتفيت"،فتنعزل عن الناس ؛فانت لا تفهم معنى ان تتوقف حياتك ولا يتوقفون،تسير في الشوارع و الطرقات بقلب ينزف و العجيب ان الحياة تسير هي الاخرى في الجانب المقابل من المدينة ، لا هذا غير عادل.
اما عن الخيار الثاني،و هو كما اسميه "ما يفعله الكبار" ان تستانف حياتك، لم يحدث شيء، هذا ما تستمر تخبر به نفسك، انت لم تتجاوز، لم تنسى، انت فقط تتناسى،تبتر المك بترا موجعا، تتخلص منه لا تتخطاه، فانت هنا لا تمتلك رفاهية التعبير عن المك،او الصراخ، الكبار لا يفعلون.
اذن فالخيار الثاني سيء ايضا ..فما الحل؟
من خلال تجاربي الصغيرة مع الالم، استطيع ان اخبرك ان الحل الوحيد هو ان تتخذ من المك صديقا، فلا يسوؤك منه ما لا يسوؤك من صديق، ان التجاوز يلزمه اولا تقبل لجميع الاحداث التي مرت عليك، عليك ان تعترف بهزيمتك ، و تقدر حجم خسارتك، لا باس ان تخطيء اليوم؛ لتصيب غدا،لولا هذه المحن لمكثت مكانك لسنوات و سنوات، عليك و الصدق مع النفس، لا تنكر قرارتك التى لم توفق فيها، لا باس ، انت ايضا انسان ، تهتدي حينا ، و تضل احيانا.
فاذا امتلكت من الصدق، و الشجاعة ما يكفي لتستوعب المك، فحينها سيصبح الالم محتملا، لن اعدك ان تنبت من تلك الجروح زهورا، لكنها ابدا لن تترك في روحك ندوبا يصعب زوالها.
-
مروة عمريعلم الله اني احاول..