روى الامام مسلم في صحيحه في باب الايمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال : (( يامعشر النساء تصدقن واكثرن الاستغفار فاني رايتكن اكثر اهل النار ، فقالت امراه منهن جزله : وما لنا يارسول الله اكثر اهل النار؟ قال : تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير ، وما رايت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن ، قالت : وما نقصان العقل والدين ؟ قال : اما نقصان العقل فشهادتين امرأتين تعدل شهادة رجل ، فهذا نقصان العقل ، وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين ومعنى الجزله : اي ذات العقل والرأي السديد الصحيح ومعنى تكفير العشير : اي نكرانها لجمائل زوجها

يتباهى البعض ويستميت في امر الانتقاص من حق المراه وتعمده او شبه تعمّده في فهم الحديث بشكل خاطئ ليتسنّى له على حد زعمه ان يظهر بمظهر ( الجلاد ) الجارح لمشاعرها خصوصا ان لم تكن هي واعيه لمعنى الحديث فنقصان العقل لا يعني ابدا ان هناك فرق بين قدرات الرجل والمراه العقليه وان الرجل أذكى وأدهى والمراه اغبى وأفشل لا ابدا هذا التمييز العنصري لم يورد في الاسلام ابدا انما الفرق بالتقوى مهما كان جنس الشخص او لونه او نسبه والخ من الشكليات الفرق بالتقوى والعمل الصالح والذات وقد ذكر الحديث ان المحاوره للرسول في هذا الصدد (جزله ) وقد فسر العلماء معنى جزله انها ذات العقل والرأي الوقار السديد الصحيح فكيف نقول عنها ناقصة عقل ونناقض ما جاءت به سنة محمد عليه الصلاة والسلام

اذا علينا في المقام الاول ان نعلم ونوقن اشد اليقين ان نقصان العقل ليس فيه اساءه او انتقاص من حق المراه بمعناه الشرعي وإنما هو يوضح ويبين ويفسر ان شهادتين امرأتين تعادل شهادة رجل واحد اما طرف النقصان الاخر فلا يتم في جهل مراه عن دينها او خطئها في فهم مسأله ما او اسلوبها الغليظ في النصح من شدة حبها للخير فمن تفعل ذلك لا نعايرها بنقصان الدين بالمعنى العام ونستغل المعنى الشرعي الذي يقصد ان نقصان الدين يكون في فترة حيض المراه اي ( الدوره الشهريه ) لان المراه فيها لا تصلي ولا تصوم لان الدم بطبيعته فاسد ويحرم نتناوله وهذا يُبطل عملها لذلك ينتقص من دين المراه في هذه الفتره صلاتها و صيامها ات كان في رمضان او لأيام بيض او لكفاره والخ ، ويجب ان نعلم جيدا ان الاسلام كرّم المراه اشد كرامه ومن المستحيل ان يهينها بهذا الشكل البشع الذي صوره البشر بان نقصان العقل والدين فيها محط لجرحها والاستهزاء بمقامها

فالإسلام اتى بأمر الحجاب لها لحمايتها من اذى الفساق ونهاها عن ما يجذب ويميل القلوب اليها من التبرج لغير ما احل لها حتى غض البصر الذي امر فيه معشر الرجال فيه صون لها كي لا يفتن بها احد ويقع في الرذيله معها يعني ان غض البصر حماية لها ورادع من أذاهم ولا يعني انها تستمر في هذا ، لا ابدا ترتدع وتعرف الصواب من الخطا وتستغفر ، والإسلام اتى بتكريم المراه وحفظها وصيانتها عندما حرم الاختلاط بها مع الرجال ويظهر ذلك في عدة مواقف عندما وضع الرسول صفوف النساء مع المسجد في اخره والرجال في أوله وحتى في المشي في الطرقات كانت النساء بمحاذاة الجدران والرجال ابعد منهن في باقي الطريق فالمراه بطبيعتها تخاف من الرجل الغريب وتخجل كثيراً من التعامل معه ولكن خُبث هذا الرجل قد يوقع بها فيما يغضب الله لذلك اتت الصيانه والحفظ اما من وجوب الحجاب بتغطية الوجه او الابتعاد عن الاختلاط والخلوات وحتى عاطفة المراه راعاها الاسلام عندما

منعها من تولي القضاء او الحكم بشكل عام نظرا لتؤثرها السريع والتحاكم في اغلب المواقف الى عاطفتها لا الى عقلها وهذا قد يسبب مشاكل كبيره وضياع لحقوق الناس وضرر للمراه كذلك كونها لم تحكم بالعدل وعاطفة المراه وسرعان ثورانها امر ايجابي فهذه العاطفه تحفظ الزوج لزوجته كونه يريد حنانها وعطفها اي انها امر ايجابي وخيره من الله تعالى وامر الله تعالى كله خير ، لذلك عزيزي المستهزء بهذا المعنى المستخدم له مع كل نقاش مع امراه اذا الجمتك او رايت منها ما لا يعجبك ، استخدامك خاطئ تماماً ولا يحق لك استخدامه معها في حالة غير الشهاده لانك ستتهمها بنقصان العقل الذي أكد الاسلام على كماله وستتهمها بنقصان الدين وانت ما رايت منها كيف هو وازعها وشدته لذلك ان كانت المراه في احدى الحالتين التي ذكرهما الحديث لك حق وصفها بذلك

انتهى ... وتذكروا ان في جميع تعاملاتكم مع المراه يجب ان تحسنوا اليهم فالرسول وصّى الإتيان لهم بالخير وعلينا العمل بنصيحته وسنته عليه الصلاة والسلام