افتتحت دولة قطر في الخامس من سبتمبر 2017 ميناء حمد الدولي بكامل طاقته التشغيلية، والذي يعد أحد أكبر وأهم الموانئ في منطقة الشرق الأوسط، وميناء حمد هو أحد أضخم مشاريع البنية التحية في دولة قطر، ويشكل أهم بوابة بحرية للتجارة الخارجية ويمكنه استضافة واستقبال جميع أنواع السفن بمختلف أحجامها وأوزانها.
وتمكن الميناء من لعب دور بارز في كسر الحصار البحري الذي فرض على دولة قطر في الخامس من يونيو الماضي من قبل السعودية والبحرين والإمارات إضافة إلى مصر، من خلال تنشيط حركة التجارة " استيراد وتصدير" البضائع.
قدرة استيعابية
وبنظرة عامة يمكننا القول إن الميناء يعتبر أحد أهم الموانئ البحرية الخليجية حيث تصل قدرته الاستيعابية إلى 7.5 ملايين حاوية نمطية في العام الواحد، ويضم برجاً للمراقبة بطول 110 أمتار، ومنطقة للتفتيش الجمركي لسرعة تخليص البضائع، بقدرة استيعابية تصل إلى 6500 حاوية في اليوم، ومنصة لتفتيش السفن ومرافق بحرية أخرى.
وبانطلاق العمل في ميناء حمد الدولي تسعى قطر إلى التحول إلى مركز تجاري إقليمي، وتقوية اقتصادها القطري من خلال تحقيق تنوع تجاري، ودعم المخزون الاستراتيجي للدولة من خلال الاحتياجات الغذائية والدوائية وغيرها.
التبادل التجاري
تسعى قطر إلى خفض كلفة الاستيراد الخارجية والحد من ارتفاع الأسعار لذلك عملت على زيادة التبادل التجاري مع العالم الخارجي، وقد بادرت الشركة القطرية لإدارة الموانئ ومنذ إغلاق المنافذ البرية والبحرية وفرض الحصار إلى فتح خطوط بحرية جديدة تربط الميناء وعدد من الجهات البحرية لاستيراد الحاجات الأساسية التي كانت تصل من دول الحصار، فقد دشنت خط ملاحي جديد يربط ميناء حمد بميناء صحار العمانية وخط آخر يربط الميناء بميناء صلالة العماني، من ثم انطلقت الشركة في تدشين خطوط ملاحية إضافية مع عدد من الدول أبرزها الكويت وتركيا وإيران والهند وباكستان وغيرها.
جوائز عالمية
حصد ميناء حمد في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي 2016 جائزة أكبر مشروع ذكي وصديق للبيئة، ضمن فعاليات مؤتمر ومعرض سيتريد الشرق الأوسط للقطاع البحري الذي عُقد في دبي.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه 2016 منحت المنظمة الخليجية للبحث والتطوير ميناء حمد جائزة الاستدامة لعام 2016، عن فئة المنشآت المتعددة الصناعية، تقديراً لتبنّيه معايير الاستدامة في منشآته المتعددة بمستويات مختلفة.
كذلك تجدر الإشارة إلى أنه تم منح شركة موانئ قطر ثلاث شهادات آيزو في نظام إدارة الجودة وهي شهادة "ISO 9001"، وشهادة "ISO 14001" لنظام إدارة البيئة، وشهادة "OHSAS 18001" لنظام إدارة الصحة المهنية والسلامة، من قبل مؤسسات لويدز ريجستر كوالتي أشورانس، وهي إحدى هيئات الاعتماد البريطانية المعترف بها عالمياً.
وكان قد بدأ العمل الهندسي والإنشائي في ميناء حمد في يونيو / حزيران 2010، ووضع حجر الأساس ولي عهد قطر أنذاك الأمير تميم بن حمد آل ثاني يوم 11 يناير 2011، وأطلق عليه رسميا اسم ميناء حمد خلال تدشينه من قبل الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني نائب الأمير يوم 26 شباط 2015، وافتتح رسمينا في ديسمبر 2016.
ويمتد ميناء حمد على مساحة 28.5 كليومتر مربعاً، وبتكلفة إجمالية أقل من التكلفة التقديرية التي كانت مخصصة له والبالغة 27 مليار ريال (7.4 مليار دولار)، ويبلغ طوله أربعة كيلومترات بعرض سبعمائة متر، وبعمق يصل إلى 17 مترا، وهي مقاييس ومواصفات تجعله قادرا على استقبال أكبر السفن في العالم، وبهذا التنوع الاقتصادي تخطي دولة قطر قدماً نحو تحقيق استراتيجتها ورؤيتها 2030.
-
نرمين ساق اللهباحثة اقتصادية - حاصلة على بكالوريس في الاقتصاد والعلوم السياسية