الحراك السياسي الفلسطيني المقال 10

المؤتمر الفلسطيني الثالث (1920م):

بعد انعقاد المؤتمر الفلسطيني الثاني في دمشق في فبراير 1920م، سمحت الإدارة المدنية بانعقاد المؤتمر الفلسطيني الثالث في حيفا في ديسمبر 1920م وقرر هذا المؤتمر التأكيد على:

1. استنكار السياسة الصهيونية بإقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين على أساس تصريح بلفور.

2. رفض مبدأ الهجرة الصهيونية .

3. إقامة حكومة تمثيلية.

وتم انتخاب لجنة تنفيذية للإشراف على الحركة الوطنية، برئاسة موسى كاظم الحسيني، الذي رفع المطالب الوطنية للمندوب السامي البريطاني هربرت صموئيل، فرد عليه صموئيل إن مهمته تنفيذ سياسة حكومته وتصريح بلفور.

مؤتمر القاهرة (1921م):

عُقد مؤتمر برئاسة ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني، وسعى المؤتمر المنعقد في القاهرة في مارس 1921م إلى دراسة أوضاع المنطقة بعد احتلال فرنسا لسوريا، فأوصى بأن تطبق بريطانيا تصريح بلفور، وأن تجعل شرق نهر الأردن مقاطعة عربيـة ويكـون أميـرها عبـد الله بـن الحسيـن مسؤولاً أمام المندوب السامـي.

بعد انتهاء المؤتمر زار تشرشل القدس، فقّدم وفد اللجنة التنفيذية العربية مذكرة بالمطالب الوطنية، ومن ضمنها الحكم الذاتي، فرد عليهم بقوله: "إن أولاد أولادنا سيكونون قد رحلوا عن الدنيا قبل تحقيق الحكم الذاتي".

ثورة يافا (1921م):

أدى الاستخفاف البريطاني بالشعب الفلسطيني ومطالبه إلى تأجيج النفوس، وتزامن ذلك مع لجوء بعض الصهاينة إلى حي المنشية الإسلامي في يافا نتيجة اقتتال مع حزب صهيوني آخر في ذكرى عيد العمال الأول من آيار/ مايو 1921م، فهاجم الصهاينة حي المنشيـة، وأصبـح أهـل الحي أيضاً عرضة للاعتداء، فامتدت المواجهات، واستمـرت عـدة أيـام، وتدخلـت الشرطـة البـريطانية وأوقفـت ثـورة أهالـي يافـا بالقـوة المسلحـة.

لجنة هايكرافت (1921م):

عينت بريطانيا لجنة برئاسة قاضي قضاة فلسطين (هايكرافت) للتحقيق في أسباب ثورة يافا، فرأت اللجنة أن أسباب الاضطرابات ترجع إلى قلق الفلسطينيين على مصيرهم، وبينت أن إدارة البلاد فيها ظلم لهم ومساندة للصهاينة والمشروع الصهيوني الوطن القومي لليهود.

لم يتأثر هربرت صموئيل بثورة يافا، أو بتوصيات لجنة هايكرافت، بل أمعن في خدمة الصهيونية، فمنح الثري اليهودي بنحاس روتنبرغ امتياز توليد الكهرباء لعموم فلسطين، وذلك في سبتمبر 1921م، الأمر الذي منحه حق الاستفادة من نهر الأردن وروافده وبحيرة طبرية، وحق الاستفادة من الموارد الطبيعية في فلسطين.

عرض المطالب الفلسطينية على الحكومة البريطانية:

عُقد المؤتمر الفلسطيني الرابع في مارس 1921م في القدس، وأكد على مقررات المؤتمر الثالث، وقرر إرسال وفد لشرح القضية الفلسطينية في أوروبا.

قام تشرشل في آب/ أغسطس 1921م بمطالبة الحكومة البريطانية بالتشدد أكثر ضد العرب في فلسطين، وإبداء المزيد من المساندة لليهود الأمر الذي أدى الى رفض مجلس الوزراء البريطاني للمطالب الفلسطينية عند عرضها عليه.

هبّة القدس (1921م):

نتيجة للظلم البريطاني والانحياز للصهيونية، والتمادي في تجاهل الحقوق الفلسطينية وعدم الموافقة على إقرارها، انطلقت الجماهير الفلسطينية في القدس في ذكرى وعد بلفور من عام 1921م، وتبادل العرب والصهاينة إطلاق النار، فقتل 5 من اليهود، وقتل 3 من العرب، وأصيب 26 من الطرفين بجراح، وصدرت أحكام قاسية بحق العرب، وأحكام مخففة ضد اليهود.

عرض المطالب الفلسطينية على مجلسي العموم واللوردات البريطاني:

رغم الموقف السيئ الذي قوبل به الوفد الفلسطيني من الحكومة البريطانية، واصل الوفد لقاءاته، وتمكن في يوليو 1922م من عرض القضية على مجلس العموم، وعندما تمت المناقشة لهذا الأمر في مجلس اللوردات، ارتأى عدد من اللوردات عدم مشروعية الانتداب، وأنه سيؤدي إلى انتهاك خطير لحقوق الإنسان، وعند التصويت على تطبيق وعد بلفور صوت 60 عضواً ضده، مقابل تسع مؤيدين فقط، وطالبوا بإرجاء طرح صك الانتداب على عصبة الأمم.