وهم الحرية .. 1٪ من العالم .. هم من يتحكم بمصائر الشعوب
1٪ من العالم .. هم من يتحكم بمصائر الشعوب
نشر في 30 نونبر 2015 .
د. سيف نصرت الهرمزي
30/11/2015
عند البحث في الأثر نقف على قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقول " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"، فالإنسان يولد حراً بلا قيود لكنه لا يطول ذلك المعنى حتى يقع أسيراً مع كل مرحلة من العمر فأول الأسر .. البيت فالأهل يكبلون الأفواه ,والافكار ويمنعون ويهددون ... لا تفعل كذا ولا تعمل كذا ... في السلب والايجاب دون ان يحق لنا التفكير في الاختيار، حتى اذا وصل احدنا المدرسة وقع في أسر المدير وتعليمات المدرس وقوانين الوزارة حيث الترهيب والوعيد والتعليم الموجه، حتى اذا ما وصلنا في مرحلة متقدمة من العمر وجدنا أنفسنا اسيرة لرب العمل وللمؤسسة التي نعمل بها في المجال المهني .. ندوس على حريتنا من اجل الحصول على الأجر في نهاية الشهر .. اي حرية نتكلم عنها .. وسأخرج قليلاً عن الحرية الفردية الى الجانب الاقتصادي الذي تصارعت فيها غيلان التجارة، غول الرأسمالية وغول الاشتراكية كما اسميها .. حتى صدقنا الفردية الحرية واقتصاد السوق التي تدعوا الى حرية الفرد في الامتلاك والتجارة والرفاهية امام دعوة الاشتراكية والشيوعية في الدعوة الى حفظ حقوق العمال والمشاعية في كل نواحي الحياة.
أتعلمون ما هي الحرية ؟ انها اكذوبة تاجر بها رجال السياسة الذين هم دمى لكبار الكارتلات في التجارة الدولية التي تقوم باتحاد أكبر يضم جميع هذه الكارتلات ويسمى الترست، حيث تتوحد فيه وتنسق من خلاله كل الكارتلات التي ذكرناها سابقا فتتحد تحت لوائه كل كارتلات النفط وكل كارتلات المال وكذا لصناعة ا لاسلحة والاعلام ، ثم تنضوي هذه الترستات تحت تنظيم اكبر هو الكونسيرنات التي تمثل اتحاد الكارتلات فيما بينها واتحاد الترستات كلهم اجمعين تحت سيطرة الكونسيرناتو التي تمثله االدول الصناعية الكبرى في العالم والتي تجتمع دوريا كقمة مجموعة الـ G20 ومجموعة الثمان G8، بل ان الاخير هم من يهيئ الاجواء الانتخابية لصعود ذلك الحزب او ذلك الشخص الى ادارة الحكم في ارقى البلاد الديمقراطية - اميركا مثلاً - فاذا ما عدنا الى حقيقة الصراع نجدهم يقفون على طرفي نقيض أشبه بقطعة المغناطيس أضداد لا تجمعهم الا كتلة المال والهم والفائدة والعقار .. انهم أوقعوا الشعوب في حروب تحت ذريعة الحرية بينما هم باقون تارة يجتمعون وتارة يفترقون فنحن حفنة من الماس او الذهب يتجارون ويقامرون بعقولنا وأذواقنا وبثرواتنا ومصائرنا - نحن البشر - نستهلك ما ينتجون أسلحة غذاء تكنولوجيا كل شيء، فهم يتصارعون ويتنافسون ويتعاونون (العلاقات الدولية) ونحن خارج المعادلة .. أريت المقامرين في الحانات والملاهي، انهم أشد منهم فهم يقامرون بمال غيرهم فالخاسر منهم لا يفنى في هذه اللعبة انها نظرية اللعبة غير الصفرية في العلاقات الدولية على حساب شعوب العالم ، فما يربحه طرف بمقدار 7 من 10 فان الخاسر يبقى له 3 من 10 من الدول ومصائر الشعوب التي يقامرون بها ، مثال بسيط سوريا اصبحت اليوم محط مقامرة بين القوى الدولية الكبرى في ظل صراع جيوبلوتيكي في المنطقة ما بين الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها وروسيا وحلفائها على حساب الشعب السوري وشعوب المنطقة تحت ذريعة الربيع العربي والديمقراطية والحرية ... أي حرية يتكلمون عنها وبأسلحتهم نتقاتل والمضحك المبكي انهم فتحوا ابواب الحرية.
ابواب الحرية هي ابواب اللجوء الى الدول الاوربية دول دعاة الحرية ، اذا كنت صادقين في تحقيق الحرية لشعب ما (السوري او العراقي) او أي بلد يعاني من ويلات الحروب والكوارث والنكبات، اوقفوا ادوات القتل او اوقفوا دوامة العنف بأدواتكم العسكرية والاقتصادية التي تتحكم باقتصادات الاطراف وبالتالي نزح الفوائض بكل اشكالها الى المركز،
اتعلمون اننا عبيد الشركات فهي تسوق المنتجات التي تعطي لها الربح الاكبر وهي التي تصنع الاذواق وتروج بإعلاناتها ما هو الماركة والثمين منها وما هو الذي ادانى منه .
اين نحن في هذه المعادلة ؟ سأقول لكم في خاتمة المقال اين نحن ... اقول لماذا لم نقف وقفت تأمل وقفة فكر لماذا هذا الخضوع للفكر النمطي الذي تغذية امبراطوريات التجارة والاعلام ونحن في استجابة تامة لكل المتغيرات التي تصب بالتالي في بوتقة المكاسب الـ(1%) من تجار العالم الذي يمتلكون اكثر من ثلث التجارة الدولية ، انا لا ادعي ولا ادعوا الي صناعة مركبة فضائية او طائرة حربية .. انا اريد ان نكون مستقلين في الفكر نبتعد عن الانانية الفردية الى الحرية الفكرية الى الفكر الابداعي .. كفانا هرطقة نطلقها ضد كل جديد ونحن نرتكب الخطيئةالكبرى على الارض .
اتعلم اين نحن من هذه المعادلة نحن خارج المعادلة واذا دخلنا فإما ان نكون رقم في المدخلات ولا مكان لنا في النتيجة 1+1= 2 او اكثر ، او ان نكون احد ادوات الجمع او الطرح او الظرب وبالتالي تنتهي مهمتنا بانتهاء العملية الحسابية التي ارادها من يتحكم بنا تحت ذريعة الحرية ، انا لست من دعاة نظرية المؤامرة الذي ضِحكوا على شعوبنا لسنوات لتبرير بقائهم في السلطة الى امد بعيد ، بل انني ادعوا الى التحرر من القيود الى ثورة في الفكر الى الانطلاق من الماضي - السلبي نستفاد من اخطائنا والايجابي ننطلق منه الى المستقبل بكل ابعاده - كفانا ننبش قبور ماضينا لنتحارب ونتصارع لنقتل وتقتل احلام اولادنا ليبقى اللصوص ويعيش الفاسدون ويتمتع بخيراتنا الاخرون بل اننا لم نصب الى حالة النزاع مع الذات ولا الى التفكر او التفكير في المال والمصير ... ليكن لنا كلمة ونحولها الى فعل ..
الفكر - القول - الفعل - الانسان هو من يصنع القيود وهو من يصنع الطغاة - وبدون الانسان لاوجود لهم .. ولا وجود لنا .. وبالتالي فإننا محور الحرية ونحن من يصنعها في هذا المفارقة نستطيع ان نفهم معنى الحرية .
النور 2015 © جميع حقوق الصفحة محفوظة
-
د.سيف نصرت الهرمزيد. سيف نصرت توفيق الهرمزي مقرر قسم الدراسات الدولية \ العلوم السياسة \ جامعة تكريت سكرتير تحرير مجلة تكريت للعلوم السياسية ( مجلة محكمة) سكرتير تحرير دورية شؤون سياسية