نبذة عن كتاب الموروث التاريخي
هل كان تاريخنا جحيماً؟
تتعالى الأصوات وتصاغ الأفكار وتبتكر الفرضيات والنظريات لتشويه الصورة المشرقة للتاريخ الإسلامي، بإقناع الشباب المسلم ان هذا التاريخ قام على القتل والتنكيل والفسق والمجون، وان الإسلام انتشر بحد السيف، حسنا، إذا كان تاريخنا جحيماً فهل يسعنا ان نعرض عنه بوجوهنا؟ هل هذا الهول كان لا يمكن تجنبه؟ أم أن تلك الأصوات في وسعها ان تأخذه على عاتقها كي تتجاوزه!
الافكار كالأسلحة تتبدل بتبدل الايام ولكن المبادئ الحقة والثوابت تبقى راسخة مهما تبدلت الأيام وتغيرت الأفكار وهذا هو المبدأ الإسلامي.. كذب من قال إن الذي يريد ان يبقى على آرائه العتيقة هو كمن يريد ان يحارب الرشاش بسلاح عنترة، فهناك فرق كبير بين حرية المبادئ الثوابت وحرية الغرائز، فمن يدعو لتحرير الفكر فليطهر نفسه أولا؟!هم يتغيرون ويتبدلون حسب الهوى وما تحتاجه مصالحهم الشخصية.
تناول الكتاب مناحي عدة ، فكانت المقارنة بين الحضارة الإسلامية والعربية وباقي الحضارت خاصة الغربية منها، ثم تطرق الكتاب للحركات الحديثة التي تبث السموم في مجتمعاتنا العربية مثل الفكر النسوي، كما تطرق الكتاب الى العادات والتقاليد العربية .
تاريخ كنيستهم مظلم فهي كانت تتحكم بمقدراتهم، وفي اللحظة التي بدأ فيها الانسان الغربي بالتفكير في غده قامت الثورة الفرنسية وامتدت الى انحاء اوروبا فخرج من مستنقع الكنيسة الى هاوية الفجور والابتذال.. الى هاوية القلق فعلا وجهه آنذاك صفرة الغم واشتد فيه الجشع وحب التملك والغبطة البلهاء.
حتى نصنع المستقبل لابد من استلهام الماضي، فبدون استحضار التاريخ سيكون المستقبل غباشا!!
لابد من الاستفادة من الإرث التاريخي لضعفنا، وواجبنا اتجاه أجيالنا القادمة أن نعالج الضعف لا أن نغطيه بالمجاملات الباردة، وأول الطريق تحديد الهوية والاتجاه، قبل جمع الأسباب، فإن وضوح الرؤية هي أول النصر، لكن مخلفات عصر الاحتلال والحكم الجبري، لا تزال مؤثرة وهي أول ما يجب إزالته من العقول وطرق التفكير للتحرر.
علينا ان نعي كيف نوفق بين النقيضين.. التساهل في قبول العادات الاوروبية المتفشية بيننا وبين الاستعباد الشرقي الراكد في مستنقعات نفوسنا.. ان هذا الخلل في توازن التربية يعذب الشبيبة ويجعلها أليفة الحيرة والتردد جاهلة بها قيمة الحياة.. انما الحياة في قيمة ننسبها اليها.. فكيف نهتدي الى قيمة الحياة التي لا تبرز الا للمنتبه المتيقظ الواثق من حريته في القول والعمل.. كيف نهتدي اليها في هذا التناقض المبين.. تناقض الضغط الشديد والتهور المجازف؟ هذا سؤال علينا ان نطرحه دوما!
كم من دراسة خرجت في هذه المرحلة الحرجة من عمر الأمة، سبرت أغوار الثورات وقدمت تشريحا وخلاصات ومقارنات من الميراث التاريخي للشعوب بشكل عام والمنطقة الإسلامية بشكل خاص. غير متأثرة بعملية "النسخ اللصق" من الأفكار الغربية!
كثيرا ما تنتشر رواية من جانب واحد على التواصل فتطير بها القنوات الإعلامية بما فيها الشهيرة لحصد الإعجابات وتداول المتابعين، ولكن! ما أن تظهر الرواية الثانية من الطرف الثاني، حتى تتغير الأحكام إلى النقيض التام! وأقل تقدير يحتار المرء في الأمر، وهذا من أقبح ما يجري، التسلق على المشاعر!
ماهر باكير دلاش
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير