عدت إلى بلدي الثالث ألمانيا ، كون بلدي الثاني لبنان الذي قضيت فيه 13 عام ، أما بلدي الأول و الأبدي سوريا التي باتت عودتنا إليها محرمة وبعيدة ،... فقد وصلت لتوي ميونخ ، قادما من فلندا التي قضيت فيها شهر ونصف ، تمثل هذه الفترة بالنسبة لي افضل زيارة لبلد جمعني بعائلة صديق طفولتي بل رفيق مشاغب منذ ايام الحلم الشيوعي .. هو أيضا أبن خالتي ، متزوج من سيدة اوروبية ولديهما ثلاثة أطفال , مازلت احتفظ بوقع قبلاتهم الملائكية ... كانوا أجمل ما حملته بقلبي الضعيف .
فلندا أيضا جميلة .. صافية ونقية جدا .. مساحات واسعة وغابات وكتل اسمنتية متفرقة . أبنية غير متكلفة قياسا ببقية بلدان اوروبا ... على خلاف فرنسا و ألمانيا او النروج ، لا توجد فيها أبنية عالية ، تعتقد أن أغلب المساكن مصممة لدى مهندس واحد ، أو ان في الامر قصة ، لا يفهمها العابرين ، تبدو وكأن كل بناء سيتم هدمه بعد عقدين أو ثلاثة ..
ايضا الهواء بفلندا نظيف كما الثلج .. مع انني لم اتحمل ، فقد طرحت أربعة أيام في الفراش في الأيام الأخيرة ، إلا ان عناية العائلة السورية المقدسة ساعدتني كي اتخطى تعبي والتوجه الى مطار مدينة توركو .
أنا الآن في ميونخ ، أتجه الى منزلي .. حيث قلعة المنفى وعالمي وأصدقائي الذين انقطعت عنهم .
- خبر على الهامش : وقعت ربطة الشعر حين غسلت وجهي و أنشر صورتي خصيصا للواتي لم يرق لهن طول شعري ..