(درهمان .... درهمان !!)
جاءني متّكئاً على عصا
و لسان حاله .. طلبٌ يُتْلى
درهمانْ .. درهمانْ !! يا أهل الوفا
بالنائبات .. أبداً لنْ تُبْتلى
درهمانْ .. درهمانْ !! يا أهل القِرى
بالنائحات .. أبداً لنْ تُقْتفى
قلت مستفسرا :
و لِمَ الدرهمُ .. بصيغة المُثنّى ؟
أجابني متفلسفا :
لأنّ الذي خلق و سوّى ...
جعل من كلّ شيءِ .. ذكراً و أنثى
قلتُ مستوضحا :
و إنْ كان العطاءُ .. أكْثرْ و أجْدى
فهلْ مِنْ بعد العسْر يُسْرى ؟
أجابني منشرحا :
إنْ جعلتهما ثلاثا ..فعندي هو المُبتغى
و إنْ جعلتهما رُباعاً .. فأنتَ ب(الطائي) مُقْتدى
و إنْ جعلتهما خُماساً .. حلّتْ عليكَ شفاعةُ المصطفى
فكنْ كريماً .. و أنا دوماً به المُحْتفى
و كنْ سخيّاً .. فكلاهما لكفافٍ يُرتجى
خبزٌ و زيتونٌ .. بهما يحلو المُشْتهى
و شمعة ليلٍ .. ترقصُ في الظلام ضُحى
قلت متعجّبا :
خذ ْ.. و العهد كلّما جدّ الملتقى
أجابني مودّعا :
دعائي لك يُسْتثْنى .. من الذّي دبّر و أوحى
رجائي في الله و فيك .. و يا ألف مرْحى !
و السلام على من اهْتدى
و كما جاءني متكئاً على عصا
انصرف منغنّيا :
درهمان .. درهمان !!
يا أهل الفضل .. يا أهل الوفا .
بقلم : تاج نورالدين
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...