وقد خرجنا ..
( نص أدبي مصاحب للوحة الخروج للفنان رضا خليل )
نشر في 13 أكتوبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
بقلم - أمل ممدوح
أي آدم .. قسيم روحي .. يا منبتي الحنون ..لا أعرف هذا المحيط الغريب .. إلا أني أشعر بدقات قلبي متسارعة لا تهدأ وعيناي لا تقويان على الإبصار وكل إغماضة بشبح .. أهو الخوف ؟ ما علمته قبل .. وأين ثيابنا الرائعة المنعمة ؟ كيف صرنا كذلك ؟ حبيبي ألم تتعلم كل الأسماء فعلمني .. أين أشجارنا الوارفة رائعة الثمار والشذى وأنهارنا السارية وطيورنا المداعبة لنا ومال الأرض سارت ساخنة ؟ .. لكني رغم ذلك أشعر برجفة ما عرفتها ؟ حبيبي أسألك لكن عيناك تحملان نفس أسئلتي .. تحملان خوف السؤال وسؤال الخوف .. لكنك لا تبوح خوفا علي تظل يداك تخبئاني مما أخاف ..فأين تختبىء من خوفك ؟

أعلم أنا كنا غريرين وأن معرفتنا كانت فادحة الثمن .. وقد عرفنا أن تعطيل العقل خطيئة .. لكن المشوار يبدو طويلا ؟ اهو طويل يا عزيزي ؟؟ يال عيناك المفتوحتان .. تبتلعان الخوف ويبتلعها من جديد فلا يغلقها .. أريد طمأنتك لكن رجفتي تشلني .. أريدك أن تنام قليلا .. لكن قد يأتي هذا الكائن الغريب الطويل الزاحف الأملس من جديد الذي تصديت له منذ قليل .. نعم يشبه غريمنا أملس اللسان فوق .. من راقب اشتهاءنا فزينه لنا .. أريدك أن تنام لكن عيناك المفتوحتان باتساع الفزع لا يبدو أنهما ستذوقانه أمدا .. أعرف أنك خائف علي أكثر مما تخاف عليك .. فكن معي حتى أهدأ وأحمل روحك كما تحملني .. وأغلق جفنيك المتعبين فوق صدري .. وربما معا نستطيع ركوب ذلك الكائن الأبيض الرشيق جميل الشعر فيهون على قدمينا .. وربما معا نخرج جمال هذا المكان الموحش .. فما رأينا من جمال لا يسهل أن نكفر بوجوده في كل شيء .. حبيبي لم أشعر بحبك مثل الآن .. أن تغمر خوفك بحبي ليغمرني حنانا .. فأنت جنتي ، ما زلت أرتعد ولا أقو على فتح عيناي كثيرا .. لكني لأجلك سأستطيع .. كي تنام قليلا .. وتغفو وتنسى حلمنا الرائع المغادر ونحاول خلق جزء منه هنا .. فهل نستطيع ؟؟
-
أمل ممدوحناقدة سينمائية ومسرحية