عندما يبتئس الإنسان يجد كل شئ يدعوه للإنتحار ، أجل ذلك الشئ الذي يميت الإنسان كافرا بلا شئ !
ذلك البؤس ينبع عن كون الإنسان حزين، حزين جدا .. فتدعوه كل ما تحيط به من معتقدات وضعف إيمان وإنعدام توكل إلي ذلك البؤس الذي يدخل ربوع القلب فيفقده كل شئ جميل.
ذاك الإنسان البائس يري من حوله كل شئ بائس ، لكي يرضي نفسه ويقنع عقله بذاك اﻻشئ الذي جعل حياته جاثمة كلما إستيقظ من سباته فجر يوم جديد.
فتجد الشاب البائس يري الكون بعين حزينة متسألة لم علي أن أري كل هذا التشاؤم كل يوم ! ما ذنبي ، ما الذي أرتكبته !
كما يفعل ذلك الشاب نفسه فيسأل نفسه ألف مرة لم علي إحتمال كل تلك الحفيظة ! هل أذنبت لأواجه كل ذلك الجحيم بمفردي !
تجده فاقدا لمتعة الحياة في ذلك العمر الحديث ، فكان من الأجدر له أن يعيش مفعما بالحياة مليئا بالأمل والحب .. فلما هو علي هذا الحال اﻵن؟
ربما علينا التعمق أكثر من ذلك لنري ذلك العالِم البائس ، الذي ﻻ يحق له البؤس لكونه عالم ذا عقل ناضج خبير بأحوال الدنيا المتقلبة ..
فتجد ذلك العالم تاركا لكل ميادين البحث ، باحثا في نفسه عن البؤس ليجد أفلاكا منه فيتعمق فيه إلي حد يقوده للجنون أو الإنتحار أخيرا ..
أكان يحق لذلك العالم أن يحزن لدرجة البؤس ، هل كان يحق له كل هذا الخراب والإضطراب النفسي ، أم إنه ﻻ يحق له بحكم خبراته وعلمه للحياة ، وذاك الساذج حديث السن أكان يحق له هو الأخر كل ذلك الحزن ، من الأحق به؟
في حقيقة الأمر إنه ﻻ يحق لأي إنسان في ذلك الكون أن يترك نفسه للحزن ليتبحر فيه لدرجة البؤس ،
فكل ما أريد ان اقرره هنا هو أن الإنسان دائما ما يضع نفسه موضع التهلكه ، أجل التهلكه بكل ما تحمله حروفها من معني ، وإن ذلك الكون بأسره ﻻ يستحق لحظه حزن واحدة فما ظنك بالبؤس أيها المبتئس !
الله تعالي كرمنا كأناسي ونحن دائما من نسفه عقولنا ونحط من نفوسنا لكي نرضي رغبتنا في الراحة والإستسلام والتكاسل !
"رب الخير ﻻ يأتي اﻻ بالخير" ﻻ تقف عند ما يحدث لك جاثم حزين ، بل عليك النهوض والمقاومه حتي ولو لم تجد من يدعمك ،
ﻻ بل قم وقاوم حتي ولو وجدت كل العالم يخذلك !
الله وحده يعلم حجم ما عانيت ، يعلم عدد المرات التي صبرت بها دون أي كلمة تدل علي جزع أو نفور ، يعلم كيف إستمتع الجميع بتثبيطك ومشاهدتك منحدرا ذليلا ﻻ تجد مأوي تلجأ إليه ..
أجل هو يعلم كل ذلك ، يعلمه حق العلم ، ﻻ بل هو من قصد فعل ذلك :")
لكنك ﻻ تري اﻻ شئ واحد وهو أن
"الله ﻻ يحبني لذلك يعاقبني ذلك العقاب القاسي ، وتعود لذلك السؤال السخيف وتقول ؛ ولكن ماذا فعلت لأجد نفسي محاطا بجدران من تلك النيران التي ﻻ تود الإنطفاء (البؤس)؟ "
ﻻ تري أن الله يقول لك أنا أحبك وأحب كل عبادي وخلقي ، ولكني أفضلك اكثر من اولئك فأنا عزك ايها العبد ،
الم يحن الوقت لتمحي تلك الغشاوة التي سيطرت عليك !
اريد ان اقول لك انهض ثانية ولكن بمساعدتي فقط ، ﻻ تنتظر احد من خلقي ، انا فقط من يستطيع دعمك ، من في يده نجاحك ، ثق بي وتوكل علي فأنا احب المتوكلين واحبك لذلك اصبح اﻻمر محتوما عليك ، يجب عليك ان تكون متوكلا !
اصبر فسأجزيك جزاء ذلك الصبر خيرا وفرجا ، اريد ان امن عليك برحمتي اﻻ تريد ايها الضعيف ؟
استجب لي وكن من عبادي الصالحين . .
ربما كان عليك ان تسمع ذلك كله منذ بادئ اﻻمر ، لكن ﻻ بأس بوقت سماعه مادمت قد سمعته.
-
وفاء عابدأكتب ما أشعر به وأحب ذلك.
التعليقات
إذا كان مقالك كلاما مُنشأ دون الرجوع لمراجع مساعدة، فأنت تستحقين التنويه الكبير، هذا من جهة، ومن جهة التسلسل أيضا والاسترسال فقد كنت موفقة بنظري.
ولأن لا شيء تاما وكل ماكتب يطاله النقص:
فإن التداخل في الانتقال بين الكاتب والمخاطَب (بفتح الطاء) وبعدُ (خطاب الله لليائس ) كان انتقالا مشوشا يستدعي التركيز لمعرفة سياق القول.
في العموم "تبارك الله عليك" بالعامية المغربية، ودمت ودام لك التوفيق.
العودة الى الله هى السبب وراء نجاتنا من الحزن والاكتىاب
مقال جميل.شكرا لك.
اعجبتني جملة النصائح .. و الكلمات التحفيزية التي قدمتها .. مثلما يقدم الطبيب للمريض الدواء .. اعجبني كل شيء في مقالتك .انا لازلت مبتدءا صدقيني .. و لكن . فقط كنصيحة مني .. تفادي تكرار بعض الافكار و حاولي الاختصار .. غير ذلك ابدعت حقا ..بالتوفيق .. في انتظار الجديد