الشر المأفون
..هيام فؤاد ضمرة..
شريرٌ هذا الزمن المَلعون
تتعثرُ بهِ أنداءَكم..
بالخارجين عنْ القانون
وتحُطّ على أكتافِكم غربانٌ ناعِقة
تُبدي اسوِدادَها رَهباً للعيُون
لتنقلبَ بأحوالِكُم مِعيارَ التغاضي
وتـئِن على الفجيعةِ سفينة نُوح
تُقيمُ بكم مآتم الضياعِ..
بويلات الشجون
فصارَ الزمنُ مُوقِنا أنه شُقّ عَرَضًا
من صُلبِ شَيطنةٍ وهَذيانِ جنون
فيا أيها السادة..
بظلِّ الخوفِ أنتم قابِعُون
مَنْ تُراهُ يَمنحَكم الأمنَ..
ورَصدَ صَرَخاتِكم؟
مَنْ ذا يَرفعُ حَولَكُم أسوارَ الحُصُون؟
أناخَ الليلُ أجفانِهِ عَنكم..
عَدَماً اجتثّ منكم حُشاشَة الذهُون
وحَسرةً تُبكي أعينُ الجبالِ قهرَا
وتعلنُ انتصارَ الذين بالظلمِ جاروا
وأحرَقوا في جَوفِكم المَكنون
عصوا اللهَ لما ألبسُوكُم خَوفَكم
وبذاءةُ ألفاظِهم مزَّقتْ للأسمَاعِ مُهجةً
ولوَثتْ للأفعالِ إعراباً
يَدوِي في مَساحةِ البَثّ كيما يَكون
فأيّ نهايةٍ تلكَ التي ترضُونَها
أي صُدودٍ نظنكم بهِ سوفَ تًصمُدُون
فحَسبُكُم ضَياعاً يُسجَّلُ في قوائِم العِباد
ويَجرُّ عليكُم لوعَةَ الثكالى
على حدٍ قاطعٍ مَسنون
يمارِسُون العنفَ غيرُ هيَّابين
لا جِهازَ أمنٍ يُدرِكَهُم
ولا عُرفًا يُقيِّمُ فيهم ذِياكَ الأفون
قطعُوا للطفولةِ سَواعداً
وفقأوا فيهم العُيون
فعلى أيِّ إحساسٍ
ابتَنوا بأنفسِهم إجرَامَهم
وبأيِّ القلوبِ جافَتهم
مَلامِحَ المائِدُون
فيا لهم من وُحُوشٍ استنُوا جُرمَهُم بأسْنانِهم
وعاثوا بالأنحَاءِ فَسادًا وعُهرًا
وناوَرُوا بالرزءِ عُمرًا
اسوِدَادُهُ يُطفِئُ النجُوم
فيا بلدي..
يا شبقَ الخارجين عنْ نُظمِ أنظمةٍ
قد مادَ فيكِ للقهرِ اعوِجاجاً..
وعاثَ فيكم الفاجِرُون!
وتصدَّرتْ غنائمُ الإجرامِ حتى..
اختنقَ بحبائِلها الضارِعُون..
للتأبي سَلاما!
والعاكِفونَ على جَمعِ الأرزَاقِ..
بعنتِ السُكون.
فمتى يا وَطني بيدِ الشُرفاءِ..
تُمسِكُ زِمامَ الأمُور؟
وتضرِبُ بالعَزمِ أيدِ الشرِ ..
وتقطعُ عنهم أنفاسَهم..
فتعصِفُ بهم نيرانٌ
كما جَهنَمَ تحرِقُ المأفون!
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية