*** سلوكات غير حضارية و منافية للمواطنة*** - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

*** سلوكات غير حضارية و منافية للمواطنة***

*** المهم تخطي راسي ***

  نشر في 17 نونبر 2016 .

*** رمي القمامة في قارعة الطريق و الساحات العامة و في الحدائق و الشواطئ و المنتزهات مخلاّ بالسلوك الحضاري، و يطعن بحقوق المواطنة، و هو سلوك الدهماء و الرعاع***

*** تعددت شكاوى المواطنين من إساءة استخدام بعض مرتادي الشواطئ والحدائق العامة لنظافة المكان الذي يستخدمونه في مثل هذه الأماكن، وعدم اكتراثهم بقواعد النظافة العامة، وتجلى ذلك واضحاً خلال فترة العيد التي عكست تعمدهم رمي مخلفاتهم من الطعام والعلب الفارغة على الشاطئ وفي أماكن جلوس الناس في الحدائق دون أدنى إحساس بالمسؤولية تجاه البيئة والمحافظة عليها، والمزعج في الأمر أن الأطفال يرمون مخلفات الأكل تحت ناظر أهليهم وبموافقتهم دون أن يكلفوا أنفسهم بتوجيههم لجمعها ورميها في الأماكن المخصصة لها تقول إحدى المواطنات: هالني كم القمامة المتراكم حول بعض زوار الشاطئ حتى أنني لم أتمالك نفسي من الوقوف بجانبهم والقول لهم: هل تتصرفون بهذا الشكل غير اللائق في منازلكم أو بلدانكم ؟ وتواصل حديثها قائلة: نظروا إليّ بعدم اكتراث ولا مبالاة ولسان حالهم يقول لسنا الوحيدين، انظري حولك فعلاً ليسوا الوحيدين في مثل هذا التصرف والسلوك غير الحضاري، القمامة تحيط بمعظم رواد الشاطئ ، ناهيك عن القذارة والإهمال الذي يعاني منه العديد من المناطق و الجهات من وطننا الجمي: إنها تتعرض للأسف لسوء استخدام وانتهاك واضح من قبل مرتاديها وعدم تقدير لما توفره لهم الدولة من راحة واستجمام لماذا يتعامل الناس مع نظافة الأماكن العامة بهذه الطريقة الهمجية البعيدة كل البعد عن السلوك الحضاري؟. هذه الظاهرة السلبية تحتاج لتكثيف الجهود من قبل الجهات المسؤولة لتوعية الناس وإرشادهم للحفاظ على هذه الأماكن التي أنفقت الدولة ملايين الدينارات من أجل إنشائها، عملية الحفاظ على نظافة هذه الأماكن تتطلب خطط إشراف ومراقبة ومتابعة مستمرة: تعيين موظفين مختصين تكون مهمتهم مراقبة الشواطئ والحدائق العامة وتوجيه الناس لطرق التعامل الصحيحة معها، نشر صناديق وسلال القمامة على طول الشاطئ وفي الحدائق العامة وضع لوحات إرشادية بمختلف اللغات تتضمن تعليمات واضحة بشأن عملية رمي المخلفات على الأرض وفي غير الأماكن المخصصة لها، مع رصد المخالفات الواضحة بهذا الشأن وتغريم أصحابها، الاهتمام بمتابعة هذه العملية في مختلف الأيام والأوقات وبالذات في أيام الإجازات بهدف تعزيز ثقافة الحفاظ على نظافة البيئة، تكثيف الرسائل التوعوية المتعلقة بهذا الجانب في أيام المهرجانات والأعياد، وحث الناس على اتباعها، العمل دون كلل أو ملل لتحويل السلوكيات السلبية لسلوكيات إيجابية ينعكس مردودها على المجتمع والبيئة معاً توظيف وسائل الإعلام المختلفة للمشاركة في مثل هذه الحملات التوعوية ليتحقق غرس قيم ثقافة المحافظة على نظافة البيئة.

لم يعد المواطن يبالي أو يكترث لوجود القمامة أو الأوساخ في محيطه، المهم “تخطي راسو” كما يقال تصرفات غير مسؤولة وغير لبقة من طرف المواطنين، فهناك من جعل بعض الساحات مزبلة عمومية للتخلص من النفايات المنزلية في كل وقت، وبعد انقضاء ساعات مرور شاحنات النظافة، متجاهلين المدة التي حددتها مصالح البلدية لرفع القاذورات، كذلك هناك من يقوم برمي أكياس القمامات من شرفات المنازل إلى الطريق دون الاكتراث بتمزق كيس القمامة حتى لو تسبب هذا في كوارث.

قد يقوم البعض برمي النفايات من شباك السيارة أو بإلقاء فضلات الطعام على الأرض، أو يترك مكانه في الحديقة ملوثاً.

لا شك أن الشخص الذي يقوم بهذا الفعل لا يدرك أن رمي النفايات في غير الأماكن المخصصة لها قد يتسبّب في نسبة تلوث كبيرة، وقد يكون مصدر جذب للحيوانات والحشرات الناقلة للبكتيريا، كما يمكن أن يتسبّب في أذية جسدية للبعض.

فالنفايات قد تستخدم بطريقة إيجابية عن طريق فرز كل نوع منها في سلة مهملات خاصة به، مما يساعد في إعادة تدويرها وبالتالي تحقيق منفعة للبيئة التي نعيش فيها.

و على العموم فإنّنا ندّعي المدنيّة و التحضر و المواطنة، و نحن بتصرّفاتنا هذه لا زلنا فاقدين لمعاني التحضر، و الحسّ المدني، فوق ذلك أنّ ديننا الإسلامي الحنيف تعاليمه و أحكامه قائمة على الطهر و النظافة و الجمال، و يكفي ذلك: الشواهد القرآنية الأتية:

قال تعالى:" يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف:31)، الخطاب وجه لبني آدم كلهم أي للبشرية، ولم يأت خاصا للمسلمين الموحدين المقيمين للصلاة، حيث إن هناك كفارا ومشركين لا يقيمون الصلاة ولا يقربون المساجد؟

قال الشوكاني في فتح القدير: هذا خطاب لجميع بني آدم وإن كان وارداً على سبب خاص فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والزينة ما يتزين به الناس من الملبوس، أمروا بالتزين عند الحضور إلى المساجد للصلاة والطواف وقد استدل بالآية على وجوب ستر العورة في الصلاة.

و قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ[1] وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].

و في السنة يقول عليه الصلاة و السلام:(( عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا)).

قال الترمذي : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ، قال : ثنا خالد بن إلياس ، عن صالح بن أبي حسان ، قال : سمعت سعيد بن المسيب ، يقول :

" إن الله طيب يحب الطيب ، نظيف يحب النظافة ، كريم يحب الكرم ، جواد يحب الجود ، فنظفوا أفنيتكم وساحاتكم ولا تشبهوا باليهود ، يجمعون الأكباء في دورهم ، قال خالد : فذكرت ذلك لمهاجر بن مسمار ، فقال : حدثني عامر بن سعد ، عن أبيه سعد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني بمثله إلا أنه ، قال : نظفوا أفناءكم " . وهذا الحديث لا نعلم يروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.

و الخلاصة أنّ أسس الحضارة و المدنية عند الشعوب و الأمم في العالم المعاصر قائمة على: الجمال و الطهر و النظافة، فكلّ شعب جميل و طاهر و نظيف نقول عنه متحضر، و كل مجتمع أو بيئة خال أو خالية من الجمال و الطهر و النظافة نقول عنه أو عنها أنّها التخلّف و البداوة و الحياونية، فلا نكونوا بتصرّفاتنا هذه الغريبة المنافية لقيم المدنية و التحضر، و المتعارضة مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف القائمة على الطهر و النظافة و الجمال، حيوانات سائمة تمشي على الأرض، تأكل، و تطرح فضلاتها في كلّ مكان أمام مرأى و مسمع أيّ كان، تتعرّى كما يتعرّى الحيوان، و تمارس غريزتها الجنسية مع أيّ كان و في أيّ مكان و أمام مشهد من كان، و إذا كان حالنا هكذا فعلى الدنيا السلام، و السلام***



  • محمد لعروسي حامدي
    بعد أن قضيت فترة زمنية في التعليم الثانوي انتسبت في سنة2000م إلى وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف فاشتغلت فيها: مفتشا للتوجيه الديني و التعليم القرآني....
   نشر في 17 نونبر 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا