مقتطفات من كتاب : ذريعة المروحة 1827 أو الاستيلاء على ايالة الجزائر ترجمة :عزيز نعمان
الحلقة الأولى اعداد : سميرة بيطام
نشر في 02 يوليوز 2023 وآخر تعديل بتاريخ 02 يوليوز 2023 .
كي نضع فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر في موضعها المناسب ينبغي علينا العودة الى ما قبل 1830 ، حيث كانت أربعة قوى أوروبية –فرنسا-إنجلترا-اسبانيا- البرتغال –تتنافس من أجل الاستحواذ على البحار والنقاط التجارية والمستعمرات ، انتهى الأمر بالقوى الثلاثة الأخيرة الى تأسيس امبراطوريات " اعمار وتعبير" ،فكان ينطق بالاسبانية والبرتغالية في أمريكا الجنوبية وفي قسم من آسيا ، وكان ينطق بالانجليزية في أمريكا الشمالية وفي الهند ، أما فرنسا فكانت تضاعف بالمقابل اخفاقاتها.
ويكتب المؤرخ هنري غارو(Henri Garrot) بخصوص المبلغ الذي استعارته فرنسا ، وهو دافع "ذريعة المروحة" الرئيسي: منح الداي، خلال سنوات 1789 -1798 المديرية (Directoire) دينا دون فوائد قيمته خمسة ملايين فرنك، وزود البحرية الفرنسية في الظروف نفسها ،يما يعادل مليوني فرنك من القمح، وقد أوكل الداي مهمة استرداد ذلك المبلغ الى يهوديين ليفرنيين(Livournais) مستقرين في مدينة الجزائر، وهما نفطالي بوشناق (Nephtali Bouchnak) أو بوشناش(Bushnach)وجوزيف باكري ،حيث حظيا بتفويض الداي في استرداد حقوقه من الحكومة الفرنسية ، قاما بإيفاد أفراد عائلتيهما الى أوروبا متمتعين بحق الأبوين في الوكالة ،توفي حسن في 1798،وبوشناش في 1805 وباكري في 1808، وقد أهمل ورثة الداي حسن التدقيق في مسألة الوكالة التي منحها سالفهم لليهود، وأما ذوو الحقوق من عائلتي بوشناق وباكري فظلوا يتبعون ديون داي الجزائر لفرنسا التي سجل تأخر في تسديدها بسبب مزاعم اليهود غير المقبولة المؤكدة على أنهم المفوضون باستردادها ، وبالفعل طالب هؤلاء فرنسا في البداية بمبلغ قيمته أربعة وعشرون مليونا لينزلوا مطلبهم بعد ذلك الى أربعة عشر مليونا وهو مبلغ يفوق ضعف المبلغ الواجب آداؤه، وبطبيعة الحال رفض وزراء المالية والامبراطورية والإصلاح، الحريصون على تأدية المهام الموضوعة على عاتقهم ،ارضاء مطالب اليهود .
استمرت المحادثات الى غاية 1830 وهي الفترة التي قلصت فيها ديون داي الجزائر-التي أوكل أمر استردادها الى ذوي حقوق باكري وبوشناش-لتبلغ قيمتها الحقيقية، أي الى سبعة ملايين فرنك بعد الوصول الى اتفاق مشترك مع أولئك الموكلين ،وأجازت غرفة النواب نفسها تسديد هذا المبلغ بعد مداولات 24 جويلية 1820.
قام ذوو حقوق باكري وبوشناش بقبض الملايين السبع التي دفعتها لهم الخزينة العامة وظلوا في فرنسا ، ولأنهم من اليهود الذين يوثق بهم فقد تهاونوا في إعطاء ايالة الجزائر حقها ، فطالب الداي الغاضب من تحايل اليهود عليه بأن يسلم اليه أعوانه الذين لم يتصرفوا أبدا-على حد قوله- الا كوسطاء بين ايالة الجزائر وفرنسا، وقد قابلت حكومتنا – التي ما كان ينبغي عليها ربما أن تدفع للمفوضين في مثل تلك الظروف –مطالب الداي بالرفض مع أنها مطالب عادلة في ظاهرها.
أولا: كانت فرنسا تحمي اليهود.
ثانيا: لم يكن الداي حسين يتوانى في الاشتكاء من غدر الحكومة الفرنسية الى قنصلنا ،السيد دوفال، ولم يتم أبدا حصر قيم الرشوة الممنوحة في سبيل إرضاء مطامع معينة.
يتبع..........
-
.سميرة بيطاممهتمة بالقضايا الاجتماعية