شماعة النصيب والشعارات الزائفة . - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

شماعة النصيب والشعارات الزائفة .

  نشر في 04 غشت 2017 .

النصيب.. كلمة تتردد على مسامعنا كثيراً نسمعها يوميا ربما مئات المرات لا يهم في أي موقف تقال ولا في أي وقت نسمعها ولكن المهم أنها تتواجد في معرض حديثنا في كثير من الأحيان .

فعندما يفشل زواج أحدهم دائما ما يكون الرد " إن نصيبه كده " وعندما ينجب شخص عشره أطفال ويعجز عن توفير احتياجاتهم المالية فهو النصيب ولا ننسى إن عند رسوب أحد الطلاب يكون الرد منه أو من والديه إنه أيضا النصيب .

هل تعرف كم زواج فشل , كم حياه تدمرت , كم حلم أجهض منذ بدايته كل ذلك بسبب تلك الكلمة المدعاة بالنصيب التي لا افهم لماذا يتم اقحامها دائما في كل صغيرة وكبيرة في أمورنا وأتساءل عن مدى ادراك البعض لحقيقة معناها الفعلي لكى يطبقها في كل ما يدور في حياته.

الحقيقة إن البعض أو لنقول الاغلب يستخدم كلمة النصيب كشماعه يعلق عليها كل اخطائه وهفواته واختياراته الخاطئة وأحيانا كسله وتقاعسه فبدلا من معرفه الأسباب الفعلية وراء ما حدث له من فشل تجده يلقى بكل شيء على مجرد كلمة أخترعها البعض ليريح ضميره ويغسل يداه مما حدث له ودائما عندما تواجهه بذلك يأتي لك بتبرير أخر وهو إن ذلك تكليف واختبار من الله فكيف تعترض على حكمه وقدره ؟ بنفس منطق تفسير البعض "لولا تقربوا الصلاة ومثنى وثلاث ورباع " هذا فقط ما يعرفوه عن الدين , ما يخدم تبريراتهم وأهوائهم الشخصية أما فيما عدا ذلك فهو لا يعرف شيئا عن دينه الا نادراً .

ما لا يعرفه الكثيرين أو يغفلون عنه إن هناك فرق واضح بين القدر والنصيب هما ربما يتقاربان في معناهما كثيرا لذلك يتم الخلط بينهم ولكن معناهما واضح للأعمى فالقدر يحدث من الله ولا يستطيع الانسان تغييره مهما حدث أما النصيب فصنعه الانسان وأمن به ليس تدينا بقدر ما هو تسليم بالفشل والرضا به .

فاختيارك الفاشل لشريك حياتك الذى حذرك الجميع منه وكانت عيوبه واضحة للأعمى بالتأكيد سينتهى بكم المطاف الى الانفصال والابتعاد عن بعضكما البعض هذا نصيب , هذا كان اختيارك لم يفرضه أحدا عليك ولكنك قمت باختياره بكامل ارادتك , اما إذا قمت مسبقا باختيار شخص رائع يحسدك الجميع عليه لما فيه من صفات وخصال حسنه ثم وجدت شخصا أخر بعد ارتباطك به فهذا قدر من الله ولا يد لك فيه .

الامر برمته يسير على الكثير من المواقف فرسوبك في الاختبارات إن كان بسبب كسلك وعدم تحصيلك الجيد وتضييع وقتك على أشياء اقل أهمية من تحصيل دروسك فهو نصيب أنت من ستتحمل عواقبه ونتائجه أما إذا حدث العكس وقمت بتحصيل دروسك على أكمل وجه ثم رسبت فهذا قدر واختبار من عند الله .

عندما تنجب عشره أطفال وانت لا تستطيع تحمل نفقة اثنان فقط منهم فهذا نصيب أنت من اختارته فلم يجبرك الله على انجابهم انما انت من قررت إنجابهم وانت تعلم احوالك جيدا اما اذا كانت احوالك المادية ميسورة ولديك طفلان فقط ثم تعثرت ماليا ولم تستطع الانفاق عليهم بعد ذلك فهذا اختبار من الله ولا علاقه لك به .

أيضا إذا كنت من هؤلاء الذين يهتمون بصحتهم جيدا ويبتعدون عن كل ما قد يضرهم صحيا ثم أبتلاك الله بمرض خطير فهذا قدره أما إن كنت تهمل صحتك ولا تهتم بها ثم جاءك مرضا له علاقه بالنظافة فهذا اختيارك فأنت من أختار ذلك منذ البداية ويجب عليك تحمل عواقبه .

عدم حصولك على الوظيفة بسبب ضعف قدراتك ووجود من هم أفضل منك نصيب أما إذا خسرتها وأنت تستحقها تماما فهذا قدر , وينطبق ذلك على الكثير مما يحدث لنا فهكذا هي الحياه مزيج ما بين القدر والنصيب كلا منهما يحدث بعضها بسبب يعلمه الله ولا دخل لنا به والأخر يعلمه الانسان بسبب سوء تصرفه واختياره الخاطئ منذ البداية , يجب عليك وضع كل شيء في نصابه الصحيح منذ البداية وتحمل مسئولية اختيارك وعدم إلقاء كل ما يحدث لنا على شماعه النصيب , فقبل فعلك هذا أسأل نفسك إذا كان كل ما يحدث لنا نصيب من الله فعلى أي أساس سيحاسبنا الله بعد ذلك ؟ أعلم إن كل شيء يسير في الحياة وفق ارادته وتدبيره ولكننا مسيرون في العديد من الأمور التي سنتحمل عواقبها وسنحاسب عليها إذا أسأنا الاختيار .

شعار أو شماعه النصيب أصبح مثله مثل العديد من الشعارات الزائفة التي يرفعها الكثيرين في حياتهم تلك الأيام ويلقون عليها بكل ما يريدون حتى يبتعدون من خلالها عن موضع الشبهات ويريحون ضمائرهم مما فعلوا , فمثله مثل شعار "الظروف" الذى يتخذه البعض كمبرر لهروبه من مسئولياته وعدم تحمله المسئولية كاملة و"المال ليس كل شيء , الفقر مش عيب" الذى دائما ما يتشدق بها من لم يشعروا بتلك المعاناة، معاناه الفقر والجوع , أن تمر عليك أيام دون أن تجد مجرد كسره خبز صغيره تطعم بها صغارك أن يشعر احدهم بالتعب ولا تستطيع علاجهم بسبب قله اموالك ففي مجتمعنا هذا أصبح الفقر أكبر عيب والمال هو كل شيء , "والعيل بيجي برزقه " التي دائما ما تكون دائما بداية لانجاب الكثير من الأطفال ثم بعد ذلك الفشل في تحمل مصاريفهم تجده يسأل الله عن ماذا فعل لكى يحدث له ذلك " , "البنت مالهاش غير بيتها " ولمن تترك سوق العمل وفرص الحياه التي وزعها الله بالتساوي بيننا ؟ وغيرها من الكثير من الشعارات والاقوال الزائفة التي أخترعها الانسان فقط لأراحه ضميره وغسل يده من أخطائه وعدم تحمل عواقب أفعاله .

قبل أن تلقى بكل شيء على أي شماعه كانت وترفع شعار عدم المسئولية عما حدث لك وحدث لغيرك فكر جيدا هل كنت مسئول عما حدث ؟ إذا كانت اجابتك نعم فكر في حلول للمشكلة من جذورها ولوم نفسك عشرات المرات حتى لا تكرر الأمر مرة أخرى وابدأ من جديد قد تكون تلك بداية تتغير بعدها حياتك , ففشلك في أي شيء ليس عيب ولكن العيب هو أن تتملص من مسئوليتك عنه وتبرأ نفسك منه فالله تعالى قال " أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب " أما إذا كانت اجابتك لا فهذا قدر لست مسئولا عنه فأمن بالله وإن كل ما يقرره لنا به خيرا قد لا نعلمه في البداية ولكننا مؤكد سنعلم ما أراد في المستقبل .

يجب علينا جميعا مراجعه مفاهيمنا وطرق استخدامها في حياتنا والا نخلط بينهم وأن نتخلى عن سلبيتنا وتخاذلنا ونتخذ موقف صحيح عما نقرره من العديد من المواقف وأن نفهم ديننا جيدا بعيدا عن قله الوعى والفهم , أفتح أي كتاب مقدس واقرأ ما فيه بتمعن وستفهم كل ما يريد الله أن يخبرنا به كما أرد وليس كما نريد على حسب اهوائنا الشخصية ونحاول أن نبتعد عن القاء كل أفعالنا وأخطائنا بأسم الدين والقدر والنصيب وغيره من الشعارات والخطب الزائفة لعلها تكون بداية جديدة تغيير حياتنا 180 درجة للأفضل ..



  • سلمى آدم
    صحفية , أعشق السينما والموسيقى والكتب الجيدة .. أحب المناقشات المثمرة وأتقبل جميع الاراء بصدر رحب . قلمى سيفي وعقلى سلاحي ..
   نشر في 04 غشت 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا