إلى غابرييل 14..
رسالة أخرى
نشر في 17 يوليوز 2023 وآخر تعديل بتاريخ 24 يوليوز 2023 .
السادس عشر تموز 2023
إذا زاد تفكيرك و تعلقك بشخص معين فتأكد أن هذا الشخص يفكر بك أيضا ...
هذا ما صادفته هذا المساء، و أنا أُقَلب بعض الفيديوهات العشوائية..
فهل تفعلين حقا؟
أم هو إحساسٌ أحمله لوحدي، وأحاول تغذيته بكل ذكرياتي معكِ؟
لا أدري..!
إنه المساء مجددا، و تبا للمساء الذي لا يسحبكِ نحوي، مساءٌ لا تكونين فيه معي وبقربي..
مساء بدونكِ لا يستحق أن أضُمّه لقائمة المساءات إطلاقا..
أتسلقُ جدارا بالسطح و أجلسُ على الحافة وأحدقُ إلى السماء كالعادة، أتفقدُ كوكبة الدب الكبير بالشمال و أنا أدري أننا لم نعد نتشارك السقف نفسه، أو الغروب ذاته.
يحزنني أن نفترق مجددا، رغم أننا لم نلتقي يوما، ولكني كنتُ كلما تذكرت حجم المسافة بيني و بينك يطمئن قلبي وتعود الحياة إليّ، وتزهر روحي و تخضّر من جديد .
من علو ثلاثة طوابق أنظر للأسفل، لم أعد أخاف السقوط بعدما سقطت بداخلكِ منذ زمن و انتهى الأمر.
تتساءلين...
كيف حالي؟
لستُ بخير يا عزيزتي، لست بخير.
لقد غادرتِ منذ أيام وَعُدتِ إلى حياتك وأجوائكِ، إلى عائلتكِ الجديدة ومنزلكِ وعملكِ.
و لم أعُد أنا إلى شيء، كنتُ كلما إبتعدتُ أعود إليكِ، من بين كل الطرق أسلكُ طريقا ينتهي عند عتبات أبوابكِ..
من بينِ جل المدن أقْطع تأشيرة و أحَلّق إليكِ.
كم هو صعب أن أفتح هاتفي دون أن أعثر فيه على آثاركِ، سؤال، رسالة، أو مقطع صوتي تخترقين به صمتي..
هاتفي في صمتكِ و إبتعادكِ مقبرة بكل المواصفات، لا حمام زاجل ولا رسائل أو أسئلة أو مكالمات..
لم يعد يرّن إلا بالمناسبات ...
كيف كانت رحلتك الطويلة؟
كيف كانت طائرتكِ؟
بأي مقعد جلستِ؟
غابرييل..
يا مدينتي المفقودة..
لقد أمضيتُ هذا الأسبوع و أنا منغمس في أعمال شاقة اخترتُ أن أقوم بها بنفسي دون حاجتي لذلك.
لم أكن مرغما على القيام بشيء، كل ما قمتُ بهِ كان لأجلكِ.
و لكن دونما أية فائدة.
كل ذلك الإرهاق اليومي و التعب لم يكونا قادرين على إبعادي عنكِ، على إيقافي عن الركض المتواصل خلفك والدوران داخل حلقاتك المغلقة.
أحسكِ بعيدة، كما لم أُحِسكِ من قبل..
أشعرُ بشيء غريبٍ نحوكِ، لا أعي ماهيته..
شيء مثل الإحتراق مثل الذوبان مثل الموت..
أطفو مثل زجاجة فارغة ضائعة في اللامكان.
الظلام دامس هنا رغم كل الأضواء التي تحيط مدينتي وتغمر شوارعها..
لا أرى شيئا إلا صورتكِ، أراك بحجم السماء بجمال النجوم، تلك الصورة التي وضعتها بحسابكِ مؤخرا، تحيطينني بوشاحكِ الأبيض وتملئين فراغيّ و سنواتِ شوقي بضحكتكِ الدافئة و ابتسامتك العريضة المشعة.
غابرييل يا مدللتي..
كم إشتقت إليكِ، إلى رؤيتكِ و تأمل ملامح وجهكِ عن قرب..
إشتقت إليكِ و إلى ما كنا عليه .
أمسيات، حديث طويل وجرعات حب إضافية وإدمان .
أشتاقك اللحظة.
ما أجملها من عبارة و ما أجحفها في حقنا ..
ما أثقلها على لسان و قلب كل من يحملها...
ما أتعبني و ما أشقاني بها..
فهل تكفي تلك العبارة لوصف جلّ ما أحملهُ اتجاهكِ هاته اللحظة.
لا تكفي..
كيف حالك جدا جدا...
اعذري ضعفي، و ثمالتي بك ..
اعذري تهوري و استسلامي أمامكِ ..
و لكني مازلت أفعل..
كوني بخير أيتها الرائعة..
نِصفكِ المفقود.
02:39
آرثر
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي