سيكولوجية الثورات العربية
اشتعلت الثورة التونسية ملتهمة حطام ومخلفات نظام دكتاتورى فاسد، استشرى الفاسد والبطالة والفقر فى جميع أركانه. ثم ما لبث أن توالت الثورة المصرية واليمنية والسورية كصخر حطه السيل من أعلى نقطة .
سيل جمع شتات عقود من الفقر والمرض والبطالة ونهب الثروات وبيع لأراضى الأوطان.
أدرك العقل الجمعى العربى أن حاجز الخوف انكسر وأن ثمة فجر ما يلوح فى الأفق . فها هى الجماهير
العربية تغضب وتثور فى الميادين وبدأت ثورة الجماهير العربية بلا قيادة وبلا أهداف محددة . أن العقل
الجمعى العربى منذ اندلاع الثورة التونسية وهروب بن على تحرر من خوفه وبدأ فى أسقاط عقود من الطغيان .
ووفقا" لجوستاف لوبون" الفليسوف الفرنسى : مؤلف كتاب سيكولوجية الجماهير ، فإن سيكولوجية الجماهير حين تثور لا تفرق حينها بين المثقف والجاهل والامى والمتعلم فالكل يثور كتفا بكتف بلا وعى فى عنف .
وأن تلك الجماهير الثائرة من الممكن السيطرة على عواطفها الثائرة على الرغم مما يبدو من شراستها .
ويتبلور الدليل فى الثورة المصرية ، عندما خرج المخلوع "حسنى مبارك "فى خطابه العاطفى ليستميل
مشاعر الجماهير ويتودد إليها ، نجد أن عدد كثير قد انصرف من الميادين عندم تم التلاعب بعواطفها واستثارتها.
لكن عاطفة "مبارك" انقلبت عاصفة ضده لتخلعه من كرسه القبيح ، عندما ارادت طبقة البرجوازية أنهاء المسألة بالعنف والبلطجة فى موقعة الجمل .
ثارت الجماهير واحتشدت أكثر كرد فعل لهذا العنف ، والمثل كذلك فى الثورة السورية ، عندما قام بعض التلاميذ
بكتابة عبارة :" يسقط بشار" على أسوار المدرسة. كان رد فعل النظام الفاشى بتقطيع أنامل أولئك التلاميذ وتعليقها على أسوار المدرسة فإندلعت الجماهير ثورة وغضبا .الوضع الليبى ليس بالبعيد حيث استخدم النظام
الفاشى الطيران الحربى ضد المواطنين العزل . ونستشف من ذلك أن سيكولوجية الثورات العربية تبلورت
نتيجة الأنظمة العربية وسيكولوجيتها الفاشية من البلطجية بمصر والشبيحة بسورياوعصابات اغتصاب النساء فى ليبيا وذبح الأطفال فى سوريا ودهس المتظاهرين فى مصر.