المجذوب للكاتب الواعد أحمد الحجاج 

رواية دراما خيالية عن طبيب جراح شاب يدخل في صراع مع القدر بواسطة عهدا أقامه مع أحد ملوك الجان يتيح له الرجوع بالزمن بأي وقت يشاء.. فيتمكن من تغيير مصائر أفراد أسرته وتحقيق أعلى درجات النجاح والمجد .. فهل سيظل ذلك الجني على عهده مع

الطبيب لحظة اللجوء له لتغيير مصيره؟

مراجعتي على الغودريدز goodreads 

أولا

كل الشكر للكاتب الشاب أحمد حجاج على إتاحته لي هاته الفرصة لأقرئ روايته المجذوب

3نجمات وهو في تقييمي جيدة لكنها كانت لتكون افضل بكثير لولا ...

قصة فاروق شاب طموح وهبته حياته فرصا عديدة لكنه من الطيش والتجاسر وانعدام الأخلاق والطمع والإنحلال و الكبر بحيث اختار الطريق الاقصر والأبسط

ماذا لو اعطينا القدرة لنعود للوراء ونصلح الأخطاء؟ هل نتعض أم نتمادى ؟

هنا يكمن الفرق بين شخص وآخر . بين ضمير وآخر . بين من يندم ويتعض ومن يعود للإنتقام .

فاروق يعود لا ليصلح الحال فأنانيته لا تسمح له بذلك. بل يعود ليسوي وضعيته ويصلح حاله على حساب غيره ويقلب الطاولة عليه.

ملك خاتما به خادم من الجن .هلاهيل واتاح له هذا الخاتم العودة بالزمن للوراء ليصلح اخطاءه مقابل خدمات بدت في البداية بسيطة حتى صارت إجرامية.

وانتهى به الأمر مقعدا مجذوبا شبه مجنون ...

حين ننظر لتركيبة النفسية لضعيف أو المستضعف نجد أن اغلبهم طيبون لأنهم لم يملكوا القوة وخصوصا لم يملكوا فرصة الإنتقام . لهذا أغلب من تم إظطهادهم سياسيا أغلب الوقت حين تنقلب الطاولة ويمسكون زمام الحكم يصيرون طغاة ..

نفس ما حدث لفاروق. حين أمسك بزمام أموره أو ظن ذلك .. جار وظلم وآستبد .

سأبدئ بما لم أحبذه

أكثر أمر أتعبني هو الأخطاء اللغوية وما كنت لأذكر ذلك لولا أن الكاتب إعتمد مراجعا لغويا !!!

كان نسق هذا المراجع بطيئا جدا ومنعدما في البداية ولكنه تحسن قليلا في الأخير .مع هذا كانت تلك الاخطاء كمطبات كارثية بطريق سريع .

ولو تركت للمدقق اللغوي لكانت الرواية نجمة أو نجمتان.. لكن أسلوب أحمد مميز وواعد . واستحقت 3نجمات .. ولولا اللغة لكانت اربع نجمات أو أربع نجمات ونصف

ما لم أحبذه لكن لم يشكل خللا في الرواية هو ترك بعض التساءلات معلقة

ما قصة الفيلا؟

لم نظرت الأم فاطمة والخالة لبعضهما تلك النظرة حين رأوا الخاتم في يد فاروق؟

ماذا يحدث داخل الفيلا حين يقدم فاروق على تقديم قربان. خصوصا بعد دفن إبنته ورمي جثة لؤي ؟

لم إنقلب سكان الفيلا المهجورة على فاروق ؟ وعاقبوه بتتبعه من خلال لؤي؟ الأمر غير منطقي .. وقفزة في الحبكة لكن الأسلوب الشيق للكاتب غطى تلك الهفوة .

كلها أسئلة معلقة لم يجب عليها الكاتب لأنه ركز على شخصية فاروق .. وإبراز سوءها و ركز على فكرة أن من يزرع الشر يحصده فلم يهتم بالتفاصيل الصغيرة التي كانت لتفرق جدا في الحبكة وتثريها أكثر وتزيد من تشويقها .

ما كنت لأطالب الكاتب بذلك لولا انه تكلم بلسان العالم بكله ..

المشاهد الجنسية جاءت لخدمة شخصية فاروق وإبراز سوءها لكن لم أحبذ حشرها في كل فرصة . فالكتاب ليس إيروتيكيا .. أحسست أنها خدمت شخصية فاروق لكنها لم تزد شيئا كثيرا في الحبكة

ما أحببت الآن

كيف إستهل الكاتب كل تشابتر بأغنية لفيروز وظفها في محلها ولخصت المضمون وأحالت على ما يود قوله.

أحببت كيف أخذ الكاتب فكرة كليشي مكررة .. العودة بالزمن للوراء ونسج منها قصة خاصة به بقلم مميز به .. وبخط خاص به

الكاتب يبشر أنه واعد وله منهجه الخاص وليس مجرد نسخ مكررة فليس كل كاتب يأخذ قصة سبق والكتابة فيها وينجح بتميز

خدعني الكاتب في موضعين

العنوان لا علاقة له بالرواية إلا في آخر الصفحات ..

المجذوب يحيلك على شخص من أهل الله.. قصة شخص تائب ..تائه صوفي .. لكن وجدت القصة بداية قصته وفقط

وطريقه نحو المجذوب ..

كل الرواية كان فاروق مكبوت مكلوب مذؤوب مسعور مسخوط

وخدعني ايظا بأن بدأ بسؤال فلسفي أنحن مخيرون أم مسيرون

فظننت الرواية فلسفية إذ بها رواية تشويق وخيال . وهو ما أحببت جدا

خصوصا وقد اجاب على ذلك السؤال في طيات الرواية

لألخص

أحببت وجدا ولم أستطع تركها من يداي .نسقها بطيئ كتشويق لكن أخذت منحى جميل وشدتني من شابتر 2 و لم أستطع تركها حتى اكملتها وهو أمر نادر

كل تشجيعي للكاتب فهو واعد بصدق. وله بصمة مميزة ولغة جميلة خصوصا وانها محاولته الأولى

أحببت وجدا وكانت فعلا لتكون اربع نجمات ونصف لولا ما ذكرت من مشكل الاخطاء اللغوية (وهو امر لاحظته يتكرر مع جل الكتاب المشرقيين.. يفكرون بالعامية ويكتبون بلسان الفصحى فتحدث تلك الهفوات )

وفي الأخير

خالص شكري وتشجيعي وأنصح بقراءتها

ملاحظة 

وضح لي الكاتب انه أخفى  الإجابة عن جل تلك التساؤلات عمدا لغرض خدمة الجزء الثاني من الرواية  

وأنا في إنتظارها