لطالما عهدنا كثرة الحديث عن العنف ضد المرأة. إلى درجة انه أصبح يعتبر للأسف شيئا عاديا إن لم يجب وجوده. إلا ان التركيز على العنف ضد المرأة باعتباره الاكثر شيوعا،  وراءه حقيقة وجود عنف معكوس وهو العنف ضد الرجال. فليس الرجال دائما قوامين على النساء. قد تنقلب الموازين احيانا. وليس معنى ذلك ان القوامة معناها العنف والإفراط في استخدام القوة. بل القوامة هي التمتع بالحكمة والصبر على الشدائد والقدرة على تحمل المسؤولية. ويمكن حصر انواع العنف في ثلاثة وهي: عنف مادي وعنف رمزي وعنف قانوني. جدير بالذكر ان ظاهرة العنف ضد الرجل تتفاقم بشدة في الوطن العربي. ففي المغرب مثلا، هناك مايقارب 12000 رجل مغربي يتعرضون للعنف من طرف زوجاتهن!! رقم مفجع. اليس كذلك؟ هذا الرقم هو ما افصحت عنه الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال.

معظم الزوجات اللواتي يعتدين على أزواجهن ماديا يستعملن لذلك أدوات الطهي والأواني وغيرها من أدوات المطبخ. وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى استعمال ادوات حادة كالسكاكين والأشواك وغيرها. ولعل أبرز حالات الإعتداء الجسديوفي المغرب كان "محمد الكراب" الذي اعتدت عليه زوجته "فتيحة الحبيب" بمساعدة أفراد من عائلتها. بعد اكتشافه أنها تستغل أولادهما للتسول. ويتبع العنف الجسدي العنف الرمزي. وهو يتمثل في إهانة الزوج وتوجيه الشتائم والإنتقادات أمام الأولاد وأمام العائلة. مما ينتقص من كرامة الرجل ويضعف ثقته بنفسه. بل يتعدى الأمر ذلك إلى توجيه الإتهامات له بالقصور الجنسي والعجز. وهو أمر وإن كان صحيحا، ينبغي التعامل معه بحكمة وصبر واستشارات طبية وليس بالشتم والإهانة وتوجيه الإتهامات والإنتقاص من كرامة الرجل. ومايزيد الأمر حدة وتعقيدا، أن القانون لايجرم هذه الأفعال وغالبا ماتصب مواد القانون في صالح الزوجة، وخصوصا فيما يتعلق باقتسام الأموال المكتسبة. وهو مايزيد فوق العنفين السابقين عنفا ثالثا يصطلح عليه البعض بالعنف القانوني.

وبالرغم من العدد الكبير للرجال المغاربة المعنفين من طرف زوجاتهن، يظل العنف ضد الرجل في المغرب موضوعا مسكوتا عنه. وطابوه لايجرء على الحديث عنه إلا القليل. ولعل الأجدر بنا توجيه الجهودا لمبذولة إلى محاربة العنف ضد الإنسان. بدل إنصاف او تفضيل جنس على الآخر.