أكذوبة المساواة
لقد طالبت المرأة كثيرآ بحقها فى المساواة بالرجل, وطلبت بحقها فى العمل مثل الرجل, لإثبات ذاتها وتحقيق إستقلالها المادى....
وبالفعل حصلت المرأة على هذا الحق, وسعدت بة كثيرآ, ولكن كان الرجل ينظر لها من بعيد وعلى وجة إبتسامة سخرية, أو لعلها إبتسامة شفقة, أو قد تكون كمن يبتسم لطفل يلهو بلعبة جديدة!!!!
وسرعان ماأصبحنا نرى كثيرآ المشهد التالى:-
تستيقظ المرأة فجرآ أولآ, وتقوم بتحضير وجبة الإفطار والشطائر للأولاد ليأخذوها معهم إلى المدرسة, ثم تقوم بكى الملابس لها ولزوجها, وتحضير ملابس المدرسة للأولاد, وتحضير حقيباتهم, ثم تبدأ بإيقاظ زوجها والأولاد, بما يحملة ذلك من معاناة فى حد ذاتة, بسبب صعوبة الإستياظ من النوم فى الصباح الباكر.
وبعد الفطور وإرتداء الملابس, ينزلون جميعآ إلى الشارع, ويبدأون رحلة المواصلات المريرة, والإذدحام المروع صباحآ, ويذهب الزوج إلى عملة, والمرأة إلى عملها, والأولاد إلى مدارسهم, وعصرآ يعود الجميع إلى المنزل, فينام الزوج والأولاد قليلآ للراحه من عناء اليوم, ريثما تعد الأم الطعام .......
فالمرأة ماإن تدخل إلى المنزل, فإنها لا تجلس حتى ولو دقيقة لترتاح, فهى حتى قبل أن تغير ملابسها, فإنها تقوم بإشعال الموقد على الطعام وتجهيزة, وتبقى لتعمل دون كلل لعدة ساعات فى طهو الطعام, ثم توقظ الزوج والأولاد لتناول الطعام, ويتناولون جميعآ الغذاء, ويقوم الزوج بعدها بحمل هاتفة الخلوى, ويقضى الساعات أمام مواقع التواصل الإجتماعى, بينما لا يكف عن إلقاء الأوامر......أعدى الشاى
أريد ماء........أريد هدوء........لا أريد إزعاج أصوات الأطفال.....وهكذا وهكذا............
بينما الأم تتوجة إلى المطبخ لتغسل الأوانى, وتنظف المطبخ, وبعد أن تنتهى, تذهب إلى أولادها لتقوم بمتابعة مذاكرتهم.......
بينما الزوج بعد أن يمل من هاتفة الخلوى, يحمل ريموت التليفزيون, ويجلس أمامة الساعات المتبقية من هذا اليوم, أما الأم بعد أن تنتهى من المذاكرة للأولاد, تتوجة مرة أخرى إلى المطبخ, لتعد طعام العشاء, ثم تغسل الأوانى مرة أخرى, بينما ينام الزوج والأولاد مبكرآ عنها, وتبقى هى لتعيد ترتيب المنزل بعد الفوضى التى أحدثها الزوج والأولاد, ثم تنام منهكة القوى, وتدخل مرحلة النعاس فور وضع رأسها على الوسادة من كثرة التعب, لتستيقظ فجرآ, وتعيد الكرة مرة أخرى!!
وفى يوم العطلة, الذى غالبآ يكون يوم الجمعة, فإن الجميع فى المنزل يأخذونة راحة بالمعنى الحقيقى للكلمة, إلا هى, فالمرأة تبذل مجهودآ مضاعفآ عن بقية الأيام, فهو يوم التنظيف الأسبوعى للمنزل, وغسل الملابس, وتبقى لتعمل منذ أن تستيقظ حتى تنام.........!!
وإذا كان لديها طفلآ رضيعآ, وأطفال صغار, فإنها لا تذق للنوم طعمآ, لأن ساعات نومهم متقطعة, وتجد طفلآ ينام وطفلآ آخر يستيقظ......
فهذا فى حد ذاتة عبئآ على المرأة ربة المنزل, فما بالك بالمرأة العاملة!!
فهل حقآ تلك المساواة المنشودة؟؟!!
وبعد كل تلك المهام التى تقع على عاتق المرأة العاملة, المفترض أن تستفيد من دخلها المادى, وتستمتع بة حتى تشعر بأن جهدها لا يذهب هدرآ, ولكن الواقع غير ذلك, فإن دخلها المادى يعتبر دخلآ إقتصاديآ هامآ فى المنزل, حتى أن قليلآ جدآ من النساء من تخصص لنفسها دخلآ شخصيآ خاصآ بها, وينصب تركيز الزوج فى شراء الملابس مثلآ على الأولاد, فالزوج يعتقد أنة منذ أن تزوجت المرأة , تتحول إلى كائن حى يخدم الآخرين فقط ويجعلهم سعداء, وليس لة الحق فى أن يعيش مستقل بذاتة, لذا فإن الزوجة إذا كانت فتاة مدللة فى منزل أهلها, فإنها تجد الزواج تجربة مريرة وصعبة حقآ.....
الدين يحث الزوج على مساعدة زوجتة فى كل شئون المنزل وتربية الأبناء, بل إنها فى الإسلام ليست ملزمة بعمل شئون المنزل, ووجب على الزوج أن يوفر لها خادمة, وإذا كان للمرأة ذمة مالية خاصة بها, فلا يجب أن تشارك بها فى المنزل, فهذا مال خاص بها فقط, لذا فى توزيع المواريث أن للذكر مثا حظ الأنثيين, لأن الرجل هو الموكل بالإنفاق, لذا فإن دعاة المساواة فى المواريث, يستندون إلى أن المرأة تشارك فى المنزل مثل الرجل, بل أن هناك العديد من الأسر التى تعيلها المرأة, إما أن يكون زوجها مثلآ متوفى, أو قعيد, أو لا يعمل........
والمرأة برغم كل أعباءها تلك لا تشكو حالها, ولكنها تشعر فقط أن عمرها يضيع هدرآ, إذا كان زوجها لا يقدر عملها فى المنزل وخارج المنزل, ويقلل من قيمتها, ويتصيد لها الأخطاء, أى إنة يبحث فقط على النواحى المقصرة بها ويركز عليها!!
عزيزى الزوج....إليك بعض النصائح لتنعم ببيت هادىء وزوجة راضية:
* قدر جهود زوجتك دائمآ
* تعود أن تقول لها كلمات مشجعة مثل: تسلم إيدك...شكرآ....
* عامل زوجتك كإبنتك
* أحضر لها هدية بين كل الحين والآخر, بصرف النظر عن قيمة الهدية
* تحدث معها دائمآ فى أمورها هى, فعادة الزوج عندما يأتى من العمل, يحكى لزوجتة عن كل مافعلة فى العمل, ولا يعطى لها فرصة للكلام عن نفسها ومشاكها
* إغمرها بالحنان والمودة والحب, حتى لا تشعر إنها دائمآ مفتقدة ذلك, بعد أن كانت فى منزل أبيها تنعم بكل الحب والتدليل
* إجعلها تزور أهلها وصديقاتها كلما طلبت ذلك
* حاول أن تأخذها فى نزهة بين الحين والآخر, بعيدآ عن صخب المنزل والعمل
* مثلما تشترى لأولادك ملابس وأشياء جديدة, إشترى لها مثلهم بالضبط, فهى أيضآ إبنة لرجل, كان يأتى لها بكل ماهو جديد, ولا يجوز أن تحرم من هذا الحق لإنها تزوجت
* خصص لها دخلآ شخصيآ, حتى تشعر أن لها بعض الحرية فى شراء ماتريدة
* كلما شاءت لك الفرصة أن تساعدها فى أمور المنزل, قم بمساعدتها
* إياك والتنمر وجعلها تشعر بإنها مقصرة دائمآ
* قدر أهلها وإحترمهم
* قدر مواهبها وإحترمها وشجعها عليها
* سيطر على غضبك فى المنزل, فالمرأة ليست بحاجة إلى المذيد من الضغط العصبى عليها, فيكفيها مشاكل العمل والأولاد
................
كانت تلك بعض النصائح لك عزيزى الزوج, لجعل زوجتك سعيدة وراضية بحالها, وجعلها تشعر بإنها لم تكن خاطئة عندما أخذت قرار الزواج......ومنك تحديدآ.............
تمت
-
هبه عبدالمنعم محمدانا هبة عبدالمنعم محمد, خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة, أهوى كتابة المقالات والقصص القصيرة والروايات, كما إننى أقرأ الكتب بنهم
التعليقات
وما اجملها من نصائح قيمة ختمتى بها مقالك ..وهي حقا نصائح تعمل على ايجاد مزيدا من الحب و المودة والرحمة بين الأزواج.. تحياتي وتقديري لكى هبة.. وتحية خالصة لكل أم (سيدة البيت بالدرجة الأولى ) فهي تستحق كل التقدير والاحترام