لست مهتمة بفستان الزفاف - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لست مهتمة بفستان الزفاف

  نشر في 23 أكتوبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

في الأسبوع الماضي ، احتفلت بعامي الجديد وحدي ... متأملة قطعة الكيك التي تكسوها الفانيليا بلونها الأبيض الناصع ،

مع ذرات من الفستق المطحون المتناثرة في إطرافها، والتي تبدو كثوب زفاف مزينة اطرافها بشرائط الدانتيل ،

في كل عام يضاف فيه رقما جديدا لحياتي، اشعر ان فكري ونظرتي للحياة تتغير ،

تصبح اكثر سعة ونضجا ،

كنت اظن ان نظرة المرء تتغير على عتبات مشارف سن الثلاثين والأربعين !

لكن الأيام بينت لي ، ان نضج المرء وبلورة فكرة في كل سنة تتغير ، وان الأمر ليس مقرونا بمرحلة عقدية معينة ...

بينما كنت سارحة في التأمل بقطعة الكيك التي تكسوها بياض الفانيلا وذرات الفستق في إطرافها ،

تذكرت اولئك الناس الذي يهتمون بكافة التفاصيل الصغيرة ، لأجل امور ظاهرية والتي تتسبب كثيرا بمشاكل مستقبلية ،

تذكرت اولئك الفتيات المقبلات على الزواج، اللاتي يهتمن بنوعية إطلالتهن في فستان الزفاف، وهذا بلا شك حق أي فتاة ان تسعد وتحلم بإطلالتها وظهورها كعروس في ليلة عمرها ،

بدأ بالتسريحة وإنتهاءا بالحذاء ، شاملا مكان القاعة وتوزيعات الحاضرين وتصميم بطاقات الدعوة !!

اخذت ملعقتي وبدأت اغرزها في  قطعة الكيك ،

فذابت الفانيلا في الطبق والملعقة، وبدأ منظر الكيك البهيء بالتلاشيء تدريجيا ، كالبنايه المهدومة وبدأت بتذوق طعم كيك الفانيليا، غير مكترثة بمنظرها ،

فلاح في عقلي اولئك الفتيات اللاتي يكرسن وقتهن في البحث عن افضل موديل لفستان الزفاف ، تحزنني فكرة إهتمامهن بأن يكون الموديل حديثا ، والأفضل ان يكون من مصممة متخصصة ، مستهترة في شراء فستان جاهزا !!

المهم ان يكون مناسبا لإطلالتها كعروس كما تطمح ،

لكنني حقيقة الأمر لست مهتمة بموديل فستان الزفاف بقدر إهتمامي من يكون الرجل الذي سأرتبط به !

يهمني ان نتناسب فكرا وروحا وعاطفة ؛

حتى نكون مناسبين ومؤهلين للزواج وبناء اسرة ونعيش حياة طيبة ...

يحزنني اهتمام بعض الفتيات بخامة قماش فستان الزفاف ودقتها في الحرص فيه ،

ان يكون حريريا وابيضا ناصعا ،

لايهمني خامة الفستان بقدر مايهمني خامة خلق ومعدن زوج المستقبل ،

لا اريده رجلا ضعيفا ، قاسيا ، لا يتقي الله في حياتنا ،

اريده رجل قويا وذو شخصية وخلق ،

يسير على درب رضا الله وخشيته في ديننا ودنيانا ، افضل من مليون قطعة قماش يرتدى لعدة ساعات ثم يخلع للأبد !!

قطعة قماش تهفها ريح وتخرمها شوكة في لحظة !!

تحزنني الفتاة التي تهتم بباقة اليد التي ستحملها في ليلة الزفاف ، فتجدها في حيرة من امرها !

هل تجعل باقتها من زهور اللافندر أم الجوري أم الياسمين وغيرها من زهور حدائق الحياة ،

 لست مهتمة بنوعية باقة الورد !

لا اريد ان امسك باقة ورد ، بل اريد يدا تمسكني في تلك الليلة ؛ تحتويني وتطمئنني انني سأكون معه بأمان، وانه سيكون سندا ودرعا،

سيكون كالأب في رعايته لي ، وكالأم في حفاظه علي ،

وكالصديق في وقوفه معي ..

يدا تخبرني انه سيمسك بي للأبد ،

نكبر معا .. نكون ندا وعونا لكلانا ..

اريد يدا حانية تشعرني انه خير شريك سيظل متمسكا بي ؛ كزوجة له واما لأولاده وصديقة لأحاديثه ونكاته ،

يدا تمسكني في ليلة الزفاف خيرا من باقة ورد ستفقد جمالها و رائحتها العطرة خلال ساعات !!

لا يهمني التاج المرصع بالألماس الذي سأضعه على رأسي !!

بقدر مايهمني ان اكون تاجا في رأس شريكي المستقبلي ...

لي الإحترام ولي الحب ولي الوفاء ،

خيرا من بريق الماس يتوهج في رأسي ظاهريا ، ليراه غيري وارى إبتسامات متنوعة امامي ، إعجاب ، فرح وإبتسامات صفراء !!

اكون تاجا في رأس شريكي خيرا لذاتي كفتاة ، وله كزوجة ،

 ولأبنائي كأم صالحة ، 

ولبيتي كملكة ....

لست مهمه بتفاصيل فستان الزفاف ، اهو مزين بشرائط الدانتيل ؟! 

أم مطرز بالخيوط ؟! 

أم مزين بالزهور ؟!

بقدر مايهمني معرفة تفاصيل شخصية شريكي ، من إهتمامات وميول وتفكير ،

ماذا يشعر ؟

لأكون داعمة نفسية له .

ماذا يخبئ في قلبه ؟

لأكون له اختا وحافظة لأسراره .

ماذا يخشى ؟ 

لأكون له وشاح امان .

ما طموحه ؟ 

لأكون له يدا وعونا و أوفر له الظروف والأسباب المهيئة .

إن الأمر ليس مقتصرا على ماذا يحب وماذا يكره ، حتى نعرف ونلم بشريك الحياة ؟

الأمر أعمق من ذلك بكثير ، فقد ضاعت وهدمت بيوتا كثيرة ؛ بسبب كشف إحدى الطرفين امورا لا يحبذه في شخصيه الطرف الأخر بعد فوات الآوان، 

فيضطر التعايش معه والرضا فيه أو الإنفصال !!

واخيرا ... 

وراء كل رجل عظيم إمرأة ،

كوني تلك المرأة التي تخلق من الرجل عظمة .


  • 18

  • بسمة
    اهوى قراءة كتب الذات وتأمل الصباح وسماع الموسيقى وشرب الشاي
   نشر في 23 أكتوبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Lamis Moussa Diab منذ 6 سنة
أحببت جدََا هذا المقال واتذكر أنه من أولى المقالات التي قرأتها هنا وفي المفضلة وكل فترة اقرؤه مرارََا وأنا أستطعم قطعة الكيك بالفانيليا التي تكرمتي وأعطيتيها لنا عندما بدأتي كتابة المقال كي لا تنشغلي^^... شكرََا لـ جمال وسِحر كلماتك ... وحقََا المرأة العاقلة الفطنة لا تهتم بشكليات الزواج كما تهتم بتفاصيله وتفاصيل زوجها وحياتهم الخاصة بعد ذلك ... اللهم ارزقنا الهدى والتقى والغنى والعفاف.
2
بسمة
اللهم امين ... دمتي بخير و ود .
كنت اظن ان نظرة المرء تتغير على عتبات مشارف سن الثلاثين والأربعين
بالعكس كما قلتى في كل يوم تتغيير نظرة الشخص للأشياء من حوله ويدرك قيم لم يكن مدركة من قبل .
وراء كل رجل عظيم إمرأة(مقولة حقيقية بلا منازع )
وراء كل رجل عظيم ( ام عظيمة حنونة لا أستطيع وصفها بكلمات. وزوجة كريمة عظيمة
وابناء تتجسد عظمة الرجل في تربيتهم تربية كريمة )
داىما متألقة في مواضيعك ومقالاتك
1
فعلا فالشكليات تندثر مع الوقت ..... لا يبقى الا جمال الروح ...مشكورة استاذة ♥♡♡♡♡...ان شاء الله كل فتاة تلقا الحب في البيئة المناسبة و في المناخ المناسب ..
1
ريما R منذ 6 سنة
حديثك جميل جدا حببته
الكثير من يعشق البهرجه والمظاهر
وفي ادق التفاصيل يعشقون الفخامه
فستان من دولة هكذا والباقه من دولة اخرى
وغيرها من التفاصيل
احبتت حديثك جدا
تمنياتي لك بتوفيق ....
1
بسمة
شكرا لمرورك وتعليقك الكريم ''
راوية وادي منذ 6 سنة
رائعة يا بسمة الكلمات و المعاني كما الفكرة.
1
بسمة
اسعدتني بتعليقك راوية ، شكرا ``
أقباس فخري منذ 6 سنة
بدأتِ بالمقارنة بين كيكة الميلاد وفستان الزفاف بأسلوبٍ بديعٍ مشوّق، ثم أخذتينا معك لاستعراض مظاهر البهرجة في في زينة العروس خلال مهرجانات الزفاف، المتخمة بالمظاهر والخالية من المضمون.
لَكم أرجو أن تصل كلماتك أكبر عدد من الفتيات والفتيان المقبلين على الزواج. وكم أتمنى أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه الاحتفال الأكبر لا يتم إلا في الذكرى العاشرة، فالعشرين، فالثلاثين لزواجٍ صالح وعائلة سعيدة. وليس في زفافٍ باذخٍ قبل زواجٍ لا يصمد طويلاً!
3
بسمة
صدقت قولا ....
لكن للأسف هذه الظاهرة ستظل مستمرة ؛
لأن كما يقال في العامية :
" إذن من طين وإذن من عجين " !
أي : لن يعي الناس ولن يتبعو النصيحة ..

سررت بتعقيبك القيم - تحياتي ``
المقالة يوجد بها كمية أشياء جميلة.. شكرا لكِ
1
بسمة
كجمال إطلالتك بالمنصة سمر ~
تحياتي لك ~
حين تكون مجبرة عليه تعوض النقص هذا بانشغالها بثانويات الأمور وهي تضحك للحظة لتنسى ايامها القادمة مع شريك مجهول عليها تماما..لكِ التحية
2
بسمة
صدقتي قولا ...
اعان الله اولئك الفتيات ؛ من يتعرض لهذه الزيجة الإجبارية ~
عمرو يسري منذ 6 سنة
مقال هام ليس فقط للفتيات لكن أيضا للشباب , يجب ألا يبحث الشاب عن جميلة الشكل فقط بل ينبغي أن يهتم بجمال الروح و الشخصية قبل كل شيء .
مقال رائع كالعادة .
بالتوفيق في مقالاتك القادمة .
1
بسمة
شكرا على تعليقك الذي اثرى مقالي
استاذ عمرو ``
احسنت الأستاذة بسمة كلمات لها معنى لفتاة اليوم، وكما ذكرت:" الأمر أعمق من ذلك بكثير ، فقد ضاعت وهدمت بيوتا كثيرة ؛ بسبب كشف إحدى الطرفين امورا لا يحبذه في شخصيه الطرف الأخر بعد فوات الآوان" ولقد ضاعت بيوتا كثيرة كذلك باقتنائهن كل ما يهم عن اللبس عن وما يخص العروس، الا تلك المكتبة التي يمكن ان ترافقني الى بيت الزوجية وفيها ما فيها من كتب لخبراء في الحياة الزوجية والتربية الأسرية ووو....شكرا لك جميل جدا... وكل سنة وانت طيبة ..
4
بسمة
شكرا على تعقيبك الذي اثرى مقالي استاذه آمال .....

وانتي بألف صحة وسعادة ``
أمال السائحي
العفو ...تحياتي
creator writer منذ 7 سنة
كما قال تشيخوف : إذا كان في وسعك أن تحب ، ففي وسعك أن تفعل كل شئ
موفقة في كتاباتك القادمة، وكل عام وانتي بخير .
1
بسمة
يقول العالم الفرنسي السكندر في إحدى مقولاته عن تجارب الحياة :

"ان الحب كالشجرة ، تحتاج إلى المكان المناسب والبيئة المناسبة والرعاية الكافية، لتثبت وتنمو وتكبر وتقطف ثمارها " ،

الحب العشوائي كالنار ،
إن هبت عليه أي ريح ، خمد !!

(الحب وحده ليس كافيا ليفعل المرء كل شيء)

وانتي بألف خير عزيزتي :) ♥
ابراهيم محروس
حقا ... كما ذكرتي .. ام يوسف
مقال رائع

1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا