في الأسبوع الماضي ، احتفلت بعامي الجديد وحدي ... متأملة قطعة الكيك التي تكسوها الفانيليا بلونها الأبيض الناصع ،
مع ذرات من الفستق المطحون المتناثرة في إطرافها، والتي تبدو كثوب زفاف مزينة اطرافها بشرائط الدانتيل ،
في كل عام يضاف فيه رقما جديدا لحياتي، اشعر ان فكري ونظرتي للحياة تتغير ،
تصبح اكثر سعة ونضجا ،
كنت اظن ان نظرة المرء تتغير على عتبات مشارف سن الثلاثين والأربعين !
لكن الأيام بينت لي ، ان نضج المرء وبلورة فكرة في كل سنة تتغير ، وان الأمر ليس مقرونا بمرحلة عقدية معينة ...
بينما كنت سارحة في التأمل بقطعة الكيك التي تكسوها بياض الفانيلا وذرات الفستق في إطرافها ،
تذكرت اولئك الناس الذي يهتمون بكافة التفاصيل الصغيرة ، لأجل امور ظاهرية والتي تتسبب كثيرا بمشاكل مستقبلية ،
تذكرت اولئك الفتيات المقبلات على الزواج، اللاتي يهتمن بنوعية إطلالتهن في فستان الزفاف، وهذا بلا شك حق أي فتاة ان تسعد وتحلم بإطلالتها وظهورها كعروس في ليلة عمرها ،
بدأ بالتسريحة وإنتهاءا بالحذاء ، شاملا مكان القاعة وتوزيعات الحاضرين وتصميم بطاقات الدعوة !!
اخذت ملعقتي وبدأت اغرزها في قطعة الكيك ،
فذابت الفانيلا في الطبق والملعقة، وبدأ منظر الكيك البهيء بالتلاشيء تدريجيا ، كالبنايه المهدومة وبدأت بتذوق طعم كيك الفانيليا، غير مكترثة بمنظرها ،
فلاح في عقلي اولئك الفتيات اللاتي يكرسن وقتهن في البحث عن افضل موديل لفستان الزفاف ، تحزنني فكرة إهتمامهن بأن يكون الموديل حديثا ، والأفضل ان يكون من مصممة متخصصة ، مستهترة في شراء فستان جاهزا !!
المهم ان يكون مناسبا لإطلالتها كعروس كما تطمح ،
لكنني حقيقة الأمر لست مهتمة بموديل فستان الزفاف بقدر إهتمامي من يكون الرجل الذي سأرتبط به !
يهمني ان نتناسب فكرا وروحا وعاطفة ؛
حتى نكون مناسبين ومؤهلين للزواج وبناء اسرة ونعيش حياة طيبة ...
يحزنني اهتمام بعض الفتيات بخامة قماش فستان الزفاف ودقتها في الحرص فيه ،
ان يكون حريريا وابيضا ناصعا ،
لايهمني خامة الفستان بقدر مايهمني خامة خلق ومعدن زوج المستقبل ،
لا اريده رجلا ضعيفا ، قاسيا ، لا يتقي الله في حياتنا ،
اريده رجل قويا وذو شخصية وخلق ،
يسير على درب رضا الله وخشيته في ديننا ودنيانا ، افضل من مليون قطعة قماش يرتدى لعدة ساعات ثم يخلع للأبد !!
قطعة قماش تهفها ريح وتخرمها شوكة في لحظة !!
تحزنني الفتاة التي تهتم بباقة اليد التي ستحملها في ليلة الزفاف ، فتجدها في حيرة من امرها !
هل تجعل باقتها من زهور اللافندر أم الجوري أم الياسمين وغيرها من زهور حدائق الحياة ،
لست مهتمة بنوعية باقة الورد !
لا اريد ان امسك باقة ورد ، بل اريد يدا تمسكني في تلك الليلة ؛ تحتويني وتطمئنني انني سأكون معه بأمان، وانه سيكون سندا ودرعا،
سيكون كالأب في رعايته لي ، وكالأم في حفاظه علي ،
وكالصديق في وقوفه معي ..
يدا تخبرني انه سيمسك بي للأبد ،
نكبر معا .. نكون ندا وعونا لكلانا ..
اريد يدا حانية تشعرني انه خير شريك سيظل متمسكا بي ؛ كزوجة له واما لأولاده وصديقة لأحاديثه ونكاته ،
يدا تمسكني في ليلة الزفاف خيرا من باقة ورد ستفقد جمالها و رائحتها العطرة خلال ساعات !!
لا يهمني التاج المرصع بالألماس الذي سأضعه على رأسي !!
بقدر مايهمني ان اكون تاجا في رأس شريكي المستقبلي ...
لي الإحترام ولي الحب ولي الوفاء ،
خيرا من بريق الماس يتوهج في رأسي ظاهريا ، ليراه غيري وارى إبتسامات متنوعة امامي ، إعجاب ، فرح وإبتسامات صفراء !!
اكون تاجا في رأس شريكي خيرا لذاتي كفتاة ، وله كزوجة ،
ولأبنائي كأم صالحة ،
ولبيتي كملكة ....
لست مهمه بتفاصيل فستان الزفاف ، اهو مزين بشرائط الدانتيل ؟!
أم مطرز بالخيوط ؟!
أم مزين بالزهور ؟!
بقدر مايهمني معرفة تفاصيل شخصية شريكي ، من إهتمامات وميول وتفكير ،
ماذا يشعر ؟
لأكون داعمة نفسية له .
ماذا يخبئ في قلبه ؟
لأكون له اختا وحافظة لأسراره .
ماذا يخشى ؟
لأكون له وشاح امان .
ما طموحه ؟
لأكون له يدا وعونا و أوفر له الظروف والأسباب المهيئة .
إن الأمر ليس مقتصرا على ماذا يحب وماذا يكره ، حتى نعرف ونلم بشريك الحياة ؟
الأمر أعمق من ذلك بكثير ، فقد ضاعت وهدمت بيوتا كثيرة ؛ بسبب كشف إحدى الطرفين امورا لا يحبذه في شخصيه الطرف الأخر بعد فوات الآوان،
فيضطر التعايش معه والرضا فيه أو الإنفصال !!
واخيرا ...
وراء كل رجل عظيم إمرأة ،
كوني تلك المرأة التي تخلق من الرجل عظمة .
-
بسمةاهوى قراءة كتب الذات وتأمل الصباح وسماع الموسيقى وشرب الشاي
التعليقات
بالعكس كما قلتى في كل يوم تتغيير نظرة الشخص للأشياء من حوله ويدرك قيم لم يكن مدركة من قبل .
وراء كل رجل عظيم إمرأة(مقولة حقيقية بلا منازع )
وراء كل رجل عظيم ( ام عظيمة حنونة لا أستطيع وصفها بكلمات. وزوجة كريمة عظيمة
وابناء تتجسد عظمة الرجل في تربيتهم تربية كريمة )
داىما متألقة في مواضيعك ومقالاتك
الكثير من يعشق البهرجه والمظاهر
وفي ادق التفاصيل يعشقون الفخامه
فستان من دولة هكذا والباقه من دولة اخرى
وغيرها من التفاصيل
احبتت حديثك جدا
تمنياتي لك بتوفيق ....
لَكم أرجو أن تصل كلماتك أكبر عدد من الفتيات والفتيان المقبلين على الزواج. وكم أتمنى أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه الاحتفال الأكبر لا يتم إلا في الذكرى العاشرة، فالعشرين، فالثلاثين لزواجٍ صالح وعائلة سعيدة. وليس في زفافٍ باذخٍ قبل زواجٍ لا يصمد طويلاً!
مقال رائع كالعادة .
بالتوفيق في مقالاتك القادمة .
موفقة في كتاباتك القادمة، وكل عام وانتي بخير .