حلقة نقاشية عن المسرح العربي

نظمت رابطة الكُتاب والمثقفين العرب حلقة نقاشية افتراضية عبر تطبيق زوم لمناقشة التجربة المسرحية في عدة دول عربية ،والمشهد الثقافي العربي بشكل عام والمسرحي بشكل خاص مساء الجمعة 24 فبراير ،بمشاركة الدكتور حميّد سعيد العامري كاتب السيناريو والمخرج العماني ورئيس الجمعية العمانية للسينما والمسرح ،

 والدكتور أدهم مسعود القاق الناقد والمفكر السوري الكبير ،ومدير مركز ليفانت بالإسكندرية ،والدكتور مراد سلطان الشاعر والمهتم بالحركة المسرحية ،أدار الحوار الكاتب والباحث كريم محمد الجمال.

تطرق الحوار عن التجربة المسرحية في كل بلد على حدة من البلدان الثلاثة مصر وسوريا وعمان ،وعن وضع المسرح في هذه الدول قديما وحديثا ،وعن الأسباب التي أدت الى تدهور المشهد المسرحي وكيفية النهوض بالمسرح وإعادة رونقه كأب للفنون ، ووضعه في مكانه اللائق بالأخص في مصر التي كان فيها رواد المسرح

،وسوريا التي عصفت بها الأزمات السياسية والحرب ،وكذلك على النهضة الثقافية في السلطنة وعن الإمكانيات الكبيرة المتاحة هناك والنهضة الثقافية التي بدأت تؤتي ثمارها.

في البداية تحدث دكتور أدهم مسعود القاق مدير مركز ليفانت بإيجاز عن نشأة المسرح وتطوره ،وعن جيل الرواد الاوائل مثل أبي خليل القباني وكيف جاء الى مصر ونقل تقنيات جديدة امتزج فيها الفن المسرحي في بلاد الشام بالريادة المصرية المسرحية ،ثم تحدث عن سعد الله ونوس ودوره الرائد في تقديم نصوص مسرحية خالده تتعلم منها الاجيال ،وكيف استطاع سعد الله ونوس أن يكسر القوالب الجامدة والنصوص المكررة الرتيبة التي لا تمس عقل وقلب ووجدان المواطن السوري والعربي ،ثم تحدث أيضاً دكتور مراد سلطان عن المشهد المسرحي المصري وعن أسباب الانحدار في السنوات الأخيرة ،وغياب الأعمال الجادة الهادفة وعن أسباب عزوف الجماهير عن المسرح ،كما أنه طغى الجانب المادي على عديد الجوانب الثقافية وتأثرت بها أشد تأثر كما إن عدم الاهتمام بشكل كافي من جانب الوزارات والجهات المختصة أوصلنا الى هذه الحالة التي لا نرضى عنها جميعاً ،كما تحدث دكتور حميد سعيد العامري عن الفرق التراثية العمانية وعن الفرق المسرحية العمانية الحالية وعن جهود الجمعية العمانية بالسينما والمسرح وعن عديد الفنون التراثية في السلطنة الغنية بالتراث وبالحضارة ،وكذلك عن الجوائز التي حققتها الفرق المسرحية العمانية أو حتى الجوائز التي حققها الفنانون في عمان من خلال المهرجانات السينما في الفيلم الوثائقي والفيلم القصير ،ثم تحدث الدكتور أدهم مسعود القاق عن منظومه المجتمع السوري الجديدة خلال سنوات الحرب وقبلها وعن المبادرات الفنية التي قدمها الفنانون السوريين في المهجر وفي الداخل في الوطن الام وكيف استطاعوا ان يقدموا صورة زاهية ومشرقة عن وطنهم وعن حضارتهم ليتعرف عليها العالم بشكل اقرب وأعطى عدة نماذج لفنانين قدموا عروضا مهمه ومميزة بإمكانيات بسيطة ومبادرات خاصة، واكتسبوا احترام الجميع ، ثم تحدث الدكتور مراد سلطان عن فكره التاثير السلبي لراس المال على المسرح حيث اغفل المحتوى والجانب القيمي وانحاز الى فكرة الربح دون تحقيق الجوانب الأخلاقية الاخرى التي اعتاد المسرح الجاد تقديمها وقدم على ذلك امثلة عديده وعاقب الدكتور حميد سعيد العمري انه من الممكن استغلال الجوانب المادية والامكانيات في دول الخليج بشكل لائق يفيد المسرح ،ويقدم المحتوى المأمول ولكن التجربة لم تنضج بعد وتحتاج الى الصبر عليها والاستفادة من الكوادر الفنية في دول ومصر ولبنان وسوريا لها باع وخبرة طويلة في العمل المسرحي ،وأكد الدكتور مراد سلطان ان الازمة الأساسية حاليا هي ازمه نصوص وان انعدام النصوص الجادة حتى في السينما وسبب خروج المسرح بعروض هزيلة مما سبب ابتعاد المتفرجين والمتابعين.

أما عن الحلول فيرى الدكتور أدهم مسعود القاق أن ورش الهواة ومسرح الموهوبين وورش الكتابة والمسرح التفاعلي ومسرح الغرفة قادرة على إخراج النصوص الجيدة مما يمهد لجيل جديد من المسرحيين في كل المجالات كتابة وإخراج وتمثيل وديكور وموسيقى وملابس يتسم بالعقلية الناقدة و الذات الفاعلة.

ناقشت الندوة قضايا ومفاهيم ثقافية وفنية واجتماعية تمس الدول العربية بشكل عام ،وكيفية النهوض بالمسرح العربي من كافة الوجوه خصوصاً في زمن التحديات من بعد جائحة كورونا و مع الأزمة الاقتصادية العالمية وزمن السوشيال ميديا وكيفية تطويع والاستفادة من هذه الوسائل في تبادل الخبرات ورفع مستوى منظومة المسرح في وطننا العربي بشكل كامل .