إضاءات سياسية (حول الكيانات و تطورها) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إضاءات سياسية (حول الكيانات و تطورها)

  نشر في 07 غشت 2019 .

في وقتنا الحالي , ظهور أو بروز أو تطور أي كيان سياسي يعد مرهون بقبول الدول العظمة له " أي الدول المنتصرة في الحرب العالمية " , لذلك وبالانطلاق من هذه النقطة إذا قمنا بدراسة الموضوع بشكل واقعي سنلاحظ بأنه هذه الدول لا تريد ولا بأي شكل من الأشكال ظهور كيانات أو جماعات جديدة على الساحة السياسية سواء على صعيد العالم أو على صعيد المناطق التي تتلاقى فيها المصالح و الأطماع " كالرقعة الجغرافية التي نعيش فيها الأن ".


في الخطوط الرفيعة جدا للموضوع , هذه الدول لا تريد بروز أي قوة أو كيان جديد لسبب رئيسي واحد آلا وهو " لعدم اختلال التوازن الذي شكلته هذه الدول " , لذلك نرى بأنهم يقومون في كل مرة بتنشيط جماعات و كيانات قديمة " على سبيل المثال بروز تنظيم القاعدة في جميع حروب هذه الدول في المنطقة " , في الوقت ذاته لا اقوم بنفي قدرة أي كيانات أخرى على البروز و الظهور والنهوض خارج هذه الجدران الموضوعة أمامهم , ولكنني أوأكد بأنه حتى وإن حصل هكذا شيء وتطور بعض الكيانات لن تستطيع التطور و التقدم إلا في إطار واحد آلا وهو البعد العسكري مما سيجعلها وبدون شك عرضة لأن تصطدم مع المنتصرين في الحرب العالمية الثانية أو وكلاء هذه الدول المنتصرة آنذاك . مما سيجعلها تتقعر من جديد لتنحدر رويدا رويدا إما من خلال العقوبات الاقتصادية أو الضربات العسكرية أو حتى عبرة التفاوض أي الطاولة السياسية.

لذلك نرى كل الكيانات الجديدة , تحاول منذ نشأتها وإلى حين انحدارها أن تكتسب اعتراف سياسي , ودائما يكون هذا الاعتراف السياسي التي تركض خلفه هذه الكيانات " مرجوة " من الدولة المنتصرة في الحرب العالمية الثانية . إلا إنه بعض هذه الكيانات تظن بأنه يمكنا أن تتهرب من حقيقة وجود هكذا نظام كوني وعالمي وتبدأ بالإبحار في عالم من الخيال فتظن بأنها قادرة على خداع الدول المحيطة بها لحين وصولها إلى غاياتها , هنا وفي هذه المرحلة تكون الدول الأخرى العظمى تعمل على تطبيق خطتها المعروفة في إنهاء الكيانات الصغيرة وذلك من خلال ربطها سياسيا عسكريا أو لوجستيا بدولة معينا " غالبا تكون هذه الدولى منبوذة دوليا كإيران " وذلك بهدف تقسم الكيان المقصود وتجزيئه , في هذه المرحلة يكون هذا الكيان قد تورط لأنه في كل خطوة يخطيها مع الدولة المعادية فعليا للدول العظمى يصبح من المستحيل و الصعب عليه أن يعود لما كان عليه سابقا , وهكذا حتى يجد هذا الكيان نفسه خاليا من المبادئ التي نشأ عليها وهنا تحدث الضربة الثانية لهذا الكيان " تنقطع علاقته بشكل بطيء مع حاضنته الشعبية " حتى يحدث جسما ميتا لا يستطيع فعل أي شيء سوا الرضوح " بشكل إجباري " للدولة التي تلقى منها الدعم.


إذا كان هذا الكلام صحيح , كيف تم تصفية الكيانات المشابهة على مر الزمان ...؟

تحدثت قليلا في الفقرة السابقة عن الأسلوب المتعارف عليه في تصفية هذه الكيانات , ولكن في منطقة الشرق الأوسط بالأخص , يتم ذلك عبر خلق عدو من جنس الكيان نفسه مما سيؤدي إلى تقسيم الكيان المذكور " سيؤدي ذلك إلى حدوث انقسام داخل قادته و حاضنته الشعبية " , أو كان يتم ذلك من خلال تصفية قاداته " العقول المدبرة " جسديا . هذا كان من الناحية المباشرة و العسكرية أما من الناحية الأخرى و المستخدمة الأن بشكل كبير " الناحية الاقتصادية " يتم فيها فرض عقوبات اقتصادية على الكيان المذكور ومن ثم يتم تجميد أموال داعميه . على سبيل المثال الكثير من الحركات الفلسطينية التي كانت في البداية لاقت نجاحا كبيرا لكن بعد تحريفها بدأت بالانحدار " كحركة حماس " التي كانت بدايتا حركة عسكرية ناجحة لكن بعد دخولها في فلك السياسة تم أجبارها وتوجيهها كي تتحالف مع دول معادية لإسرائيل وهنا برزت إيران التي فعليا دمرت حماس وجعلت منها جسما ميتا غير قادر على التقدم نحو الأفضل أو الرجوع إلى ما كانت عليه.


حقائق يجب أخذها بعين الاعتبار

1. الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية لم ولن لما تسمح بقيام كيانات هي غير راضية عنها أو حتى دون موافقتها , لذلك إذا حدث وتشكل كيان ما بالقوة , سيتم إدخال هذا الكيان في متاهات لا نهاية لها تبدأ بانقسامات داخلية و تنتهي بحروب عسكرية ضد وكلاء هذه الدول بالإضافة إلى عقوبات اقتصادية.

2. تغيير الشعارات واللباس ليس كافيا لخداع الدول المنتصرة , وهذا التغيير بدوره لن يكون كافيا لحصولك على اعتراف أو دعم سياسي.

3. جميع دول الشرق الأوسط تابعة بشكل أو بأخر للدول الغربية لذلك في حال نشوء كيان جديد سيتم محاربته من قبل دول المنطقة أولا.

4. يتوجب على كل كيان أن يكون صادقا في سياسته الداخلية مع حاضنته الشعبية لا أن يهتم بالسياسية الخارجية و يهمل الداخلية لأنه قوة السياسة الخارجية تنبع وبشكل رئيسي من السياسية الداخلية و الصدق مع الحاضنة الشعبية.



   نشر في 07 غشت 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا