انت تبحث في المكان الخاطئ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

انت تبحث في المكان الخاطئ!

  نشر في 29 نونبر 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .


سألو احد الفلاسفة عن تعريف مناسب للحظ الجيد قال:

"الحظ الجيد هو أن يتواجد الشخص المناسب  في الوقت المناسب و في المكان المناسب و يجد فرصة سانحة"

و لا استطيع الا ان اتفق مع هذا التعريف .. لشدة صدقه و فداحته..

في مكان ما على هذا الكوكب تعيش انت و يتعاون مجتمع بأسره على تكوينك.. ثم يصدرونك للحياة.. تفعل بك ما تشاء..

و تفعل انت بمفاهيمك ما تشاء..

طوال حياتك و انت ترى ظلام الليل و ضوء الصباح يتعاقبان في نظام متسق .. حتى اصبح الظلام مرادفا للمساء.. و النور مرادفا للصباح بالنسبة اليك ..

ثم تاخذك الاقدار الى جزء بعيد من الكرة الارضية.. و تتفاجأ بانك تسهر مع الشمس حتى منتصف الليل رغم ان النهار قد انتهى منذ زمن بعيد ..

تسير في الطريق فتلفتك وردة ذاوية في صباحات الخريف.. لا يفاجئك هذا.. فالخريف كما تفهمه هو موسم الذبول و النهايات..

ثم تقذفك الحياة الى ضفة اخرى من العالم.. و ياتي الخريف كالمعتاد و ها انت تسير في صباحات مشابهة و اذا بالورود الذابلة ذاتها تزهر و تمتلئ بالحياة  .. 

فبت تعلم الان.. ان الخريف في مكان ما.. ما هو إلا ربيع ثانٍ في مكان اخر .. و ان الوردة الذابلة هي ذات الوردة في كل مكان.. لها نفس اللون و نفس الشكل و نفس الصفات..

وان لم تتاثر اقدارها.. و نهاياتها.. وقدرتها على الاستمرار في الحياة حيث تكون.. لكن قدرتها على ان تزهر من جديد تختلف كثيرا بين موطن و اخر..

و تنطبق القاعدة نفسها على الياسمين الليلي الذي لا يمكن ان يعيش في اي مكان بارد تغزوه الثلوج.. و لا يزهر الا تحت أشعة الشمس الوافرة في مناخ معتدل و دافئ.. 

اترى الاختلاف؟ اتدرك الان بأن اختلافك لا يعني تخلفك.. و ان تفردك لا يعني عزلتك.. و انك لست غريبا و لا مجهولا و لا مصنوعا من طين اخر..

اتفهم الان ان انتظارك لا يعني عدم الوصول.. بل يعني أنك لم تصل بعد .. و ان ما تبحث عنه هو ايضا يبحث عنك.. لكنك تبحث في المكان الخاطئ و حسب..

نعم..انت لست فاشلا و لا غبيا و لا مجنونا و لم يفتك اي قطار.. انت تجلس في المحطة الخاطئة فقط.. و تنتظر قطارا لن يمر بك..

ربما لو جربت محطة اخرى و انتظرت على رصيف اخر.. ستجد ان قطارك قد وصل في موعده.. و حتى لو وصلت متاخرا اليه ستجده بانتظارك ..

ربما لو غيرت اتجاهك.. او غيرت طريقك.. او عدلت إيقاع خطوتك.. قد تقودك خطواتك المتشابهة الى نتيجة مختلفة تماما.. 

انت لست إنسانا بلا حظ.. و لا احتمالات .. و لا صدف 

انت فقط لم تجد فرصتك بعد.. و لم تكتشف بعد رقم حسابك في بنك الحظ و الفرص..  

ما تحتاجه بالفعل هو ان تفكر.. و تجرب .. و تحاول حتى تصل اليه .. عندها فقط ستجد كنزا يخصك بانتظارك.. نصيبك الشرعي الخاص من أرزاق الحياة.. و من كل ما ظننت يوما ان لا نصيب لك فيه.

حينها فقط ستستوعب تماما:

" ان ما اصابك لم يكن ليخطئك، و ما اخطأك لم يكن ليصيبك"

أنت فقط تحتاج فرصة سانحة تناسب قدراتك.. في مكان يرضي طموحك..و توقيت مثالي يناسب ظروفك.



  • 1

   نشر في 29 نونبر 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا