فلسفتي في الحياة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فلسفتي في الحياة

  نشر في 15 يناير 2019 .

الاخلاق والحب ومساعدة الاخرين كلها مجرد اوهام لأنها جميعا تندرج تحت مفهوم المصلحة الشخصية , كل الكائنات الحية تبحث عن مصلحتها الشخصية سواء كان هذا بوعي منها او لا , المفهوم الديني يصور لنا ان هناك شيء مادي وآخر غير مادي كالروح ويعتبر ان العقل والتفكير والشعور هي اشياء غير مادية , لكن بالنسبة لي كانسان ملحد اعتبر ان كل شيء هو مادي ( احب ان انوه الى ان المقصود الفلسفي للمادة يختلف عن المفهوم الفيزيائي , في الفيزياء المادة تختلف عن الطاقة لكن في الفلسفة عندما نقول مادة نقصد بها المادة والطاقة ) بما في ذلك العقل ( المخ ) والتفكير والشعور .

الفلسفة الدينية تعتبر ان المقصود بالمصلحة هي المصلحة المادية فقط لذلك تعتبر الاخلاق ومساعدة الاخرين اشياء خارج مصلحتنا الشخصية وهي مرتبطة بالإيمان بالله وطاعته , لذلك كثيرا ما نسمع هذا السؤال من المؤمنين : من اين يستمد الملحد اخلاقه ؟ والبعض السذج يتخيل ان الملحد يجب ان يكون شخص شرير وسيء !

مفهومي للحياة بسيط جدا وهو ان الجميع يبحث عن السعادة ولتحقيق ذلك يتبع الجميع مصالحهم الشخصية وفي جميع تصرفاتهم بما فيهم المؤمنين , اذا اعتبرنا ان كل شيء مادي وأدرجنا الشعور تحت مفهوم المصلحة سيصبح هذا الكلام صحيح , لنأخذ بعض الامثلة التي قد تبدو للبعض انها خلاف المصلحة الشخصية .

عندما تسير في الشارع وترى امامك رجل فقير وليس لديه المال قد تحزن عليه وتعطيه المال , لكن ألا يبدو ان هذا التصرف هو ضد المصلحة ؟ اعتقد لا فأنت اعطيته المال لانك شعرت بشعور سيء في داخلك ولترضي شعورك وتريح نفسك اعطيته المال وكمية المال التي اعطيتها ستعتمد على مقدار السوء الذي شعرت به , عقلك اللاواعي سيعمل مقارنة بسيطة بين مقدار الشعور وكمية المال ومدى حاجتك له وبعدها سيقرر اذا كنت ستعطي المال وما مقدار المال الذي ستعطيه .

الام التي تسهر الليل وتتعب لتربي ابنها قد تبدو انها لا تستفاد من ابنها بشيء بقدر تعبها عليه لكنها في الحقيقة تفعل ذلك بسبب الشعور في داخلها أي لمصلحتها الشخصية ! لماذا ترعى الام ابنها فقط ولا ترعى ابن الجيران ؟ ببساطة لأنها لا تشعر بالمحبة تجاه ابن الجيران لذلك لا تهتم لأمره , فهي تعتني بابنها فقط لأنها تريد ان ترتاح من الناحية الشعورية ولو فقدت هذا الاحساس والشعور تجاهه سوف لن تكترث لأمره وإذا شعرت بالكره تجاه ابنها قد تقتله ! الموضوع يتعلق بالشعور وكيف سترضي شعورك .

وكذلك الامر عند المؤمن عندما يعبد الله فهو يعبده ليدخل الجنة , او قد يقول البعض اننا لا نعبد الله خوفا من ناره ولا طمعا في جنته وإنما وجدناه اهل للعبادة فعبدناه , حسننا فأنت لا تطمع بالجنة لكنك عندما تعبد الله ألا تشعر بالسعادة لانك تعبد إله يستحق العبادة ؟

هذه فقط كم مثال لتوضيح الفكرة , لكننا جميعا وفي كل تصرفاتنا نتبع مصلحتنا الشخصية بوعي او بدون وعي , من هنا يمكنني ان اقول انه لا وجود لإنسان خير وشرير فالجميع يتبع شعوره وما يوعز له عقله .

يتبادر الى الذهن الان سؤال مهم , كيف تكون هذا الشعور تجاه الاخرين عند الانسان ؟ وهذا الشعور هو ما ميز الانسان عن الحيوانات وكذلك ميز الحيوانات بعضها عن بعض , وهو السبب في ظهور الاخلاق والحب .

اعتقد ان التطور يمكنه ان يجيبنا على هذا السؤال , مفهوم الاخلاق او لنقل مساعدة الاخرين يظهر في الحيوانات الاجتماعية التي تعيش بشكل مجموعة او قطيع , فالشعور بروح الجماعة وحب المجموعة يجب ان يتواجد في كل فرد من افراد هذا القطيع ليتمكنوا من الاستمرار بالحياة ( اي ايجاد الطعام ومواجهة المنافسين الاخرين من قطعان اخرى ) , فكلما كان هذا الشعور اكبر كلما كانت الفرصة بالاستمرار بالحياة اكبر , بالتالي فالانتخاب الطبيعي سيبقي لنا المجموعات التي في افرادها هذا الشعور اكبر , وباعتبار الانسان في قمة الهرم التطوري يكون عنده هذا الشعور اكبر , يكون هذا الشعور متفاوت فالبعض يشعر بحب الجماعة فقط لأبناء طائفته او دينه او شعبه والبعض الاخر يتعدى شعوره الى كل البشر والبعض الاخر قد يتطور شعوره حتى اتجاه الحيوانات , وبتقدم الزمن يكون العالم قرية واحدة وقطيع واحد ويتطور الشعور عند الجميع .

الدين حاول ان يضيف تعاليمه وأفكاره على الاخلاق فأنتج لنا اخلاق بالمفهوم الديني وطبعا ستختلف من دين لآخر ومن ثقافة لأخرى فتعددت مفاهيم الاخلاق , لكن الاخلاق التي انا اتحدث عنها هي الاخلاق الفطرية او لنقل الغريزية التي تولد بولادة الانسان وغايتها هي تحقيق المصلحة للفرد وبالتالي تحقيق المصلحة للجماعة باعتبار الفرد هو جزء من المجموعة , لا حاجة لنا لمن يتفلسف ليعلمنا الاخلاق ولا نحتاج لنبي يعلمنا تعاليم الله , بل بالعكس هذه التعاليم ستفسد الاخلاق الطبيعية عند البشر .



   نشر في 15 يناير 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا