مع قدوم رمضان يتجهز الناس بأدعية كثيرة يودوها ليصلوا لأحلامهم و أمانيهم في حياتهم و قد يجمعونها من اجل هذا الشهر، ليقينهم التام بأن رمضان هو شهر قبول الدعوات و تحقيق الأحلام و كذلك رجال الدين يحثون الناس على التقرب الي الله اكثر و اتخاذ الفرص الجمة من شهر رمضان من حسنات مثل قراءة القران و الصدقات و اعمال الخير و البعد عن الموبقات جميعها.
فكل ذلك يجعل القلب أقرب الي الله و قد يعجل استجابة ادعية كثيرة و من ضمن ماشاهدت من برامج رمضانية كان برنامج( anti الالحاد ) يقوم بتقديمه أحمد خيري العمري و هو من الكتاب المبدعين في الافكار التي يقدمها في تفسيرات ما وراء العبادات و يلفت النظر الي حل لاشكاليات معاصرة بنمط مختلف عن التقليدي و قد يضع تأويلات لمعاني لا نعرفها من قبل و قد شاهدت له محتوى اعتبره متميزا و جديد في طرحه، مثلما قال عن عدم استجابة الدعاء التي دائما ما تقرن بآية و اذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعاني فليستجيبوا لي و ليؤمنوا لي، فهنا كان شرط فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي، قد يعتقد الناس بان الدعاء دائما مشروط بالاستجابة و يقرنوه ببوابة الايمان، و لكن الحق ليس ذلك انما الدعاء ضمن حزمة الايمان كالصلاة و الزكاة وهو من اساسيات التوجه الحقيقي لله، احيانا يظن الناس ان الدعاء وجب ان يتحقق دون اى سعي مادي او روحي من الداعي، و هنا اقصد بالسعي الروحي النية الحقيقية و التوق الحقيقي نحو هذا الذي يرغب فيه الداعي لدرجة انه يقترن به كرغبة و ضرورة له يعيش يحلم بها و بتحقيقها، و السعى المادي هو اتخاذ كل ما اوتي من علم و عمل نحوه ليضيف به معنى لحياته.
فلذلك اذا لم يكن جادا بالفعل هل سأل الداعي نفسه هل يستحق بالفعل استجابة دعائه رغم تقصيره في السعي نحو الطريق الصحيح بالماديات و الاخذ بالاسباب أو سعيه الروحي ، ليتحقق له ما يرغب بالدعاء، و قد يتبادر الي ذهن البعض ايضا ان ثمة اشياء اقرب الي المعجزات لا تتحقق الا بالدعاء و فيتجهوا بها بالدعاء و هي قد تكون في يقين هؤلاء استحالة تحقيقها و لكنهم لا يجدوا غضاضة بطلبها دون ايضا سعي مادي او روحي نحوها فهي ايضا لا تتحقق.
مما يجب ان يؤمن به الناس بأنه لا استحالة لتحقيق الأحلام و الأمنيات، و لكن هناك اسباب وجب ايجادها و تسبقها نية تحفيزية و استعداد حقيقي قد تقود نحو تحقيق الحلم و هنا يأتي الدعاء حقيقيا و عمليا و صادقا لرغبة يود استجابتها.
-
Nermeen Abdelazizشغفي الكتابة و القراءة
التعليقات
للاسف الانسان منا نظرته قاصرة فهو يتمنى من الله أن يستجيب دعوته و اذا لم يستجبها الله يغضب , رغم ان الله يمكن ان يكون قد رزقه بما هو افضل مما طلب او منع عنه سوء كبيرا .
لذلك يجب عللى الانسان ان يفوض امره كله لله و يرضى بقضائه لأن الله يحيط بكل شيء بينما نحن نظرتنا قاصره للامور .