عليك الأمان يا (سلط)
هيام فؤاد ضمرة
سُحقاً ليومٍ شُدَّ أُوَارَهُ مِنْ غُشُوم
وللحظةٍ فجَّرَتْ بنا الأسى ودَمع الهَتُون
لتصرَخَ القلُوبُ جازِعَةً
بأيِّ حقٍ تُجيزُ الأقدارُ إرهابَ الفجيعة
لتقيسَ الخطوَ بالخطوِ وتفتح مَنافِذ العُيُون
وعلى المدارج شبابا تُخَضِبهُم بالودِّ ابتسامات
وأغلال جراحٍ تشدُّ ملامِحَنا ليومٍ مَجنون
ونَحسَبُ شُهَدَاءَنا في عُرسٍ مَرُوا مِنْ هنا
ونوقِنُ أنهم الرَاحِلُون مع مَرَاكِبِ النور
فمن ذا يُأوِّلُ مَجْرَى اليوم المَشؤوم
ويُسَجِلُ أسْمَاءَ السَّماءِ بمَاءٍ ودمٍ وهَواء
لتُنشِدَ السَّماءُ ما يُشبِعُ وِدَادَ الأهواء
راحلون هم فوق أجنحةٍ ترِّفُّ للغِيَاب
كي يَعُودُوا إلى مَدائِنٍ يَختَرِقها الإنسياب
فلا تَجْزَعِي يا (سلط) الأحرَار
حينَ تعبَسُ الشمسُ فتُطفئ قناديل الأنوار
لا تحزني فالدِّماءُ الطاهرة هي لشهدائِكِ الأبْرَار
لا تَبكي حينَ تَسردِي
مَلاحِمَ مَنْ سَطرُوا مَجْدَ الإنتصَار
مَحرُوقةٌ عُيُونُ الخِلان
مَرْصُودةٌ أقدامُ الأبناءِ لهذا الأوَان
فبأيِّ حقٍّ تَمْضُغكُم ألسنة النيران
وبأيِّ المَتاهَاتِ يبتلِعَكم التوَهَان
فيا أهل وطني يا منشأ عِزوتي
لا يَجْزَعَنكم شنآنَ فواجِعٍ
مُقتطَعةٌ مِنْ غَدْرِ الإرهَاب
فعليكُم ألقيْتُ مَناديلَ الأمان
لتنشرُوا بنصَاعَتِها شرَائِع السلام
فأقبِلوا لنُشعِلَ البخورَ في ديارِ الحُضور
واذكروا قدر ما تتذكروا
أنّ مِعْراجَكُم الوَفاءَ لأجنادِ الانتماء
وأنّ في مِحْرَابِكُم تمَدَدَتْ قامَة الاعتلاء
وليس مِنْ جَلجَلةٍ توقفُ فيكم فخرَ الأصول
ومواقفٌ مُسبغةٌ بالعَلياء
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية