تلخيص : سميرة بيطام 

 على مستوى البرلمان الفرنسي قام ،قام الجنرال بيجو طوماس روبير (Thomas Robert Bugeaud) 1784-1849، الذي كان حاكما عاما على الجزائر من فيفري 1841 الى غاية جوان 1847 والذي فكر جليا في المسألة الجزائرية بتغيير مبدئه بشكل مثير فاستمال غرفة النواب نحو سياسة حازمة رامية الى الغزو والاحتلال ، وقد صار بيجو حاكما عاما على الجزائر ، ومنحت له مبالغ مالية كبيرة ، ووصل تعداد الجند الى 100.000 رجل.

تم التفكير بعمق، ان الاحتلال المحدود في نظر فرنسا وهم خطير، لا تريده ،لم يبق سوى الاحتلال الشامل والمطلق، وإخضاع الجزائر كلها وتقاسمها مع القوى المسيحية : تقاسم البلد كله بين قوى البحر المتوسط بحيث اذا تم الانطلاق من الشرق نحو الغرب يكون للنمسا بونة ( عنابة –ملاحظة المؤلف) ، ولسردينيبا ستورا (Sardaigne Stora) وتوسكانا جيجلي (جيجل) ولنابولي بوجي (بجاية) ، ولفرنسا الجزائر، و للبرتغال تنس، ولانجلترا أرزيو ولاسبانيا وهران .

قضي الأمر واحتلت الجزائر اذن ، وصارت بفضل الجنرال بيجو فرنسية، حيث تمسك بمسألة الاحتلال الشامل وجعلها أمرا محمودا، وتمسك بفكرة وجوب تحول الجزائر المحتلة الى مستعمرة فرنسية كبيرة ، لا مجرد بلد واقع تحت الحماية الفرنسية.

قرر بيجو ، الذي صار ماريشالا لفرنسا ( سنة 1843) مباشرة عملية الاحتلال بكل حزم، فوضع لها أشكالا عسكرية في جانبها الأكبر، وحدد لها أهدافا لم تنحصر في عملية الغزو العسكري فحسب، انما تعدتها لترتبط بأمن البلاد وذلك بمنح جنوده المزارعين أراضي في حالة ما اذا انفصلوا عن الجيش، ذلك ما أدى اذن الى استيطان فرنسا النهائي في الجزائر ، وكذا الى استقدام مزارعين عن كثيرين من فرنسا وأوروبا الى الأرياف الجزائرية فيما بعد..

كان المعمر » راووسي يوليون « المشدد على احتلال الجزائر يقول: ان أرادت فرنسا حقا ادخال الجزائر في الحضارة واستخراج الثروات المتنوعة التي لا تزال مدفونة فيها لصالح الشعوب كلها فعليها ألا تتردد في الاستيلاء على كل الأرض التي يملكها السكان الأصليون لصالح المنفعة العامة ، لا وقت لدينا للحديث عن القانون وحماية أنفسنا من أفكار الإبادة.. ان نزع الملكية من السكان الأصليين هي الشرط الأول، الشرط الذي لا يمكن تجنبه لاستقرار الفرنسيين في الأرض ..ليس في تلك الملكية المنزوعة ما يتعارض مع العدالة والقانون، بذلك الاجراء سيكون في متناول الدولة عشر ملايين هكتار من الأراضي الصالحة للفلاحة وهي مساحة كافية لاستقرار مليون عائلة مزارعة...وحرصا على بلوغ الهدف سيتم تقسيم أرض الجزائر كلها الى أقسام عديدة جدا..نعم احتلوا، انزعوا بسرعة من الأرض من جوف الجزائر تلك الثروات التي اذا ما وزعت على الفئة العاملة ستمنحها الرفاهية وتمنحكم أنتم السلام والرخاء للجميع...كلمة أخيرة : ما هذا بنظرية، وما هو بمخطط ،انه فكرة ،ترثون شعبا في الجزائر ،تزيلون البؤس في فرنسا.

يتبع............