تميزت وسائل الإعلام والإتصال الحديثة في أواخر العقد الأخير من القرن العشرين بتقنيات وخصائص لم تتوفر عليها وسائل الإعلام التقليدية كالتفاعلية والتضمين واللازمانية واللامكانية حيث بالإمكان الربط بين الاشخاص زمانيا ومكانيا حيث تم تخطي الحواجز الجغرافية والسياسية والثقافية وتجاوز مفهوم السيادة والسيطرة حيث لم يعد بالإمكان السيطرة على المضامين الإعلامية بفضل التقنيات الحديثة التي تتمتع بها للتكنولوجيا الجديدة للإتصال الساتل وشبكة الأنترنيت حتى أصبح العالم قرية صغيرة
تميزت الألفية الثالثة بانتشار الصورة حتى أطلق عليها عصر الصورة أو الفيديو حيث تقوم الصورة مقام الصوت والكلمة فهي لا تحتاج إلى مرافقة لغوية أو ترجمة كتابية فبفضل تركيبتها الفنية وخصائصها الحسية ومحاكاتها للواقع جعلها أكثر عرضة للتصديق مما جعلها تبعث على الإسترخاء والراحة ومخاطبة الغرائر تجعل من المتلقي أو المتفرج مجردا من حسه النقدي فهي تحمل قيمة مغايرة وثقافة تختلف عن ثقافة الفرد فهو يتعرض إلى ثقافات وأنماط سلوك وعادات تعرض بتقنيات عالية جدا مما يجعل المتلقي ينجذب لهذه الصورة وتتحول من صورة رمزية في إدراكه إلى تقليد لسلوك ثم إلى عادة مستأصلة في نفسه.
كما تختزل الصورة صفات معينة بطريقة متعمدة في جماعة عرقية أو لغوية أو دينية مما ستدعي ردود أفعال من الجمهور وهو ما يفسر الصورة النمطية على المسلمين وما يعرف اليوم بالإسلاموفوبيا وذهبت الصورة إلى ابعد من هذا في تصوير الأحداث والوقائع وتقديمها للمتلقي على أنها الحقيقة فالأفلام الوثائقية والتاريخية على سبيل المثال لا الحصر لا تسرد التاريخ أول بأول فهي تحول العمل الفني والإبداعي من شكله الحقيقي الراقي إلى شكل مصور تغيب فيه فصول الحقيقة فهي تعمل بذلك على تسطيح المحتوى لضامن جذب أكبر عدد من المشاهدين مما أفقد القيمة الثقافية والفلسفية للعمل الإبداعي أي أصبح العمل الفني الإبداعي عمل تجاري يهدف إلى تحقيق الربح المادي من ورائه.
ففي مطلع القرن الواحد والعشرون غلب على استوديوهات الإنتاج السينمائي طابع الخيال(............) حيث يعمل منتجو الأفلام على صناعة أفلام خيالية تساهم في تخذير الوعي الإنساني عن القضايا والمشاكل التي تحدق به كانتشار الفقر والأخطار البيئية التي تحدق بالعالم ونصرة القضايا العادلة بل أصبحت مصدر لنشر السلبية للفرد من خلال التعرض للمضامين الإعلامية التي تفقد المتلقي أو المشاهد الحس النقدي والتفكير في أشياء أكثر فعالية كالقراءة والمطالعة وممارسة الرياضة المشاركة في المجتمع المدني لتتحول وسائل الإعلام إلى أدوات في أيادي الجماعات الضغط لتحقق أجنداتها السياسية والإقتصادية وحتى الثقافية منها لتشكيل آراء إتجاهات وتشكيل رأي عام مزيف مما يرهن مصداقية الصحافة ويضعها على المحك فالسؤال الجوهري من يتحكم في وسائل الإعلام وما هي اتجاهاته السياسية والإديولوجية والثقافية
وفي الستينات من القرن الماضي ظهر مصطلح التربية الإعلامية وكان يهدف إلى استخدام وسائل الإعلام لتحقيق أهداف تعليمية
وفي السبعينات تطور المفهوم وتحول إلى مشروع دفاع عن الأطفال والشباب من المخاطر التي استحدثتها وسائل الإعلام وانصب التركيز على كشف الرسائل المزيفة والقيم الغير الملائمة
اعتبرت منظمة اليونسكو بأن التربية الإعلامية هي حق أساسي لكل مواطن وعبرت في إحدى مؤتمراتها " يجب أن نعد النشء للعيش في عالم سلطة الصورة والصوت والكلمة" وتقصد بذلك فهم طريقة عمل وسائل الإعلام و تفسير رسائلها الإعلامية وانتقائها حيث ألحت على ضرورة إدراج التربية في المناهج التعليمية الرسمية وغير الرسمية
في إشارة إلى أن الإعلام يملك سلطة مؤثرة على القيم والمعتقدات والتوجهات في مختلف الجوانب الإقتصادية والثقافية.
ومن أهم التوصيات
العمل على إدراج التربية الإعلامية في المناهج التربوية والدراسية والجامعية على سبيل المثال لبنان يعمد على تدريس مادة التربية الإعلامية في الطور الثانوي
الإستفادة من التجارب الرائدة في مجال التربية الإعلامية
تشجيع الطلبة الشباب على إنتاج وتضمين رسائلهم الإعلامية في ضوء الخصوصية الثقافية و القيمية لمجتمعاتهم
-
zakaria Moroétudiant en science de l'information et de la communication