بلا أي مقدمات ظهر سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي وهو يصافح الرئيس الروسي بوتين أثناء زيارته لموسكو اليوم مما أثار اندهاش الكثير من المراقبين .

نعم لقد أثارت هذه الزيارة التي لم يتم الإعلان عنها من الجانبين مسبقا ، الكثير من علامات الإستفهام فالتوقيت والأحداث هي من جعلتها زيارة يجب التوقف عندها لإستيضاح دوافعها .

زيارة المسؤولين السعوديين الى روسيا ليست بالجديدة وكانت ستكون غير مستغربة لو أن الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة ظروفاَ عادية .

فالعلاقات الروسية السعودية متعددة الجوانب وممتدة عبر قعود طويلة وإن شهدت فترات دفيء واخرى فتور بحسب الظروف التي تمر بها المنطقة وعلاقتها بالراعي الرسمي الأمريكي .

الزيارة بحق تعد مفاجئة ومستغربة لعدة اسباب .

أولها : أن الزيارة تأتي بعد أيام قليلة من دخول روسيا علي خط المواجهة في سوريا (بشار) تارة بدعوى محاربة الدولة الإسلامية وتارة أخرى لمحاربة التنظيمات الإرهابية دون تصنيف (معتدلة أو متشددة ).

ثانيا : التصريح الذي صدر مؤخراً عن مصدر موثوق من الجانب السعودي أن المملكة ستقوم بتسليح المعارضة (المعتدلة) بعدد كبير من الصواريخ المضادة للدبابات ، مما أعتبرها بعض المحللين أنها تأتي رداً علي التدخل الروسي المباشر في الحرب بسوريا لتثبيت اركان النظام السوري ( بشار) خاصة بعد إصرار المملكة المتكرر أنه لا مكان لبشار في سوريا المستقبل في نفس الوقت الخسائر الفادحة التي يتكبدها النظام السوري امام الحركات الثورية المتعددة .

منا هنا تطرح الزيارة العديد من علامات الإستفهام .

هل تغيرت شروط المملكة التي كانت تؤكد عليها أنه لا مكان لبشار (إيران) في مستقبل سوريا ؟.

هل قدمت المملكة عروضاً إقتصادية لروسيا مقابل التخلي عن بشار ونظامه ؟.

هل الزيارة تمت بتنسيق مع المعارضة السورية التي تدعهما المملكة وقطر وتركيا أم أ، المملكة تتحدث بالنيابة عنهم ؟.

هل سنرى اتفاق جديد يتم من خلاله التوافق بين متطلبات الجانب الإيراني والسعودي (العربى) برعاية روسية .

هل سيتم الإتفاق علي تنفيذ مخرجات مؤتمر جنيف (1) أتفاق المباديء الست الذي وقع في 30 يونيو/ حزيران 2012م

هل الزيارة محاولة لتخفيف حدة التوتر الشديدة في منطقة الخليج خاصة مع إيران (حليفة روسيا) مع الممكلة ؟.

هل الزياة ناقشت فقط الملف السوري ان أن الملف اليمني كان حاضر علي طاولة المفاوضات ؟.

هل الزيارة تؤكد علي بحث دول الخليج لرجل أمن جديد للمنطقة بعد تراجع الدور الأمريكي (الأمني) في المنطقة ، خاصة بعد إنسحاب الأسطول الأمريكي من الخليج لأول مرة منذ 2008 م .

هل الزيارة سعودية سورية خالصة ؟.

على كل حال فإنه يمكن اعتبارها تحركاً إيجابياً من جانبين .

الأول : اذا كانت الزيارة لبحث حَلَحلة الوضع المشتعل بالمنطقة كما أن أي تحرك دولي أوعربي من شأنه أن يخفف حدة التوتر والصارع الدائر في المنطقة فلا بأس به مهما كانت مواقيته وجغرافيته والأطراف المشاركة فيه ، لأن الحوار من شأنه أن ينقل ملف أي صراع دموي من الميدان الى طاولة المفاوضات ، وبالنسبة للمشكلة السورية قد يكون التفاهم السعودي الروسي بداية النهاية لحالة الحرب العبثية الدائة هناك منذ خمسة اعوام.

الثاني : أن الزيارة تؤكد من جديد أن الدور العربي حاضر ولن ولا يجب أن يغيب بالكلية عن قضايانا المصيرية مهما كانت مستوى التحديات خاصة حين نتحدث عن مشكلة عربية في الأساس .