قطار الحياة
إن تسارع وتيرة الحياة المعاصرة خلق لدى الكثير الإهتمام بالذات و الأنا،ومن هؤلاء من يجعل إهتمامه بنفسه وأسرته الصغيرة فقط، أما الآخر فيمكن أن يكونوا الجيران أو الأقارب أو عامة المجتمع.
وكأن الحياة قطار والكل يركب حسب مركزه الإجتماعي والوظيفي،فهناك ركاب الدرجة الأولى وركاب الدرجة الثانية.
ولكن هناك شرائح من المجتمع لم يستطيعوا ركوب هذا القطار وبقوا معزولين في مناطق نائية عرضة للجوع والعطش وحر الصيف وبرد الشتاء ونقض الرعاية الصحية وهذه الشرائح هم الأيتام في مراكز الإيواء والعجزة والشيوخ في ديار الرحمة والمتخلفين ذهنيا في إقاماتهم أو مستشفياتهم إن صح الذكر.
وإن كان من الواجب الإعتراف بجهود الدولة في إقامة المراكز المذكورة وتسييرها فالحقيقة تدعو إلى ذكر النقائص كذلك.
والغرض هو فتح باب التعاون بين الدولة وأفراد الشعب للإعتناء بهذه المراكز حرصا على راحة هذه الشرائح من المجتمع.
أما المعنيون بتقديم يد العون لهذه المراكز فهو عينة من الشعب وإن لم يملكوا الأموال ليقدموها ولكنهم يملكون ثروة من نوع آخر وهي جهود عضلية تتمثل في أياد تصنع الجمال والحياة وهي سواعد أصحاب المهن والحرف.
وكان هذا هو القصد من الموضوع، أي على هاته العينة استغلال محطات توقف القطار والنزول لتفقد الشرائح المذكورة وتقدي العون ثم مواصلة رحلة الحياة.
الحرف والتكافل الإجتماعي:
فأيها الحلاق كم ستكون سعيدا وأنت تحلق شعر رأس يتيم في دار الحضانة أو شيخا في دار العجزة أو متخلف ذهنيا عل مستوى إقامات الأمراض العقلية.
وأيها الخياط كم تقدر فرحتك وأنت ترفع ثوب يتيم أو شيخ أو مريض ذهنيا.
وأنت أيها النجار تخيل وأنت تصلح كرسي أو خزانة أو باب أحد المراكز المذكورة.
وأنت أيها السباك ماهو شعورك وأنت تصلح أنابيب الماء أو الغاز التي بها أعطاب كالتسربات والتي قد تكون كارثية.
وأنت أيها البناء مامقدار سعادتك وأنت ترمم جدارا فيمنع دخول البرد أو سقفا قد يمنع تسرب مياه الأمطار شتاء
ودعوة عامة ..... تقدم أيها الكهربائي وأيها البستاني قدموا ما تحسنون صنعه.
الإستثناء:
فإن كانت قاعدة الحياة المهنية لهؤلاء جميعا العمل والسعي لكسب قوت عوائلهم وأسرهم لأن العمل عبادة كما جاء في ديننا الحنيف.
فماذا ستكلفكم ساعات عمل أو نصف يوم آخر الأسبوع ومرة واحدة في الشهر أو في شهرين؟
وبهذا الإستثناء تصنعون الراحة والطمأنينة والسعادة للأيتام والعجزة والمتخلفين ذهنيا في مراكزهم وبلا مال ولكن فقط بأياديكم الطاهرة المباركة وبأنامكلم السحرية النافعة.
ملاحظة وخاتمة:
النداء موجه لكن كذلك أيتها الحرفيات فاليتيمات والعجائز في انتظاركن في المراكز المذكورة ... فاصنعوا السعادة وانشروا الأمل واستبقوا الخيرات.
بقلم:علي بركات
-
وريد الحياةجمعية وريد الحياة الإجتماعية