عندما تبزغ الفكرة يسقط الصنم
المهمة الختامية للمساق الأول - مفهوم ومبادئ تنظيم المجتمع من خلال المشاركة --
نشر في 25 غشت 2019 .
يقول المولى عز و جل في سورة الحجرات الآية 13 : (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ).
المتدبر في الآية الكريمة يخلص ان النداء الرباني موجه للناس كافة المؤمن و الكافر الذكر و الأنثى و ان منشأهم واحد ثم كانت التفرقة شعوبا و قبائل و على الناس ان يجتمعوا و يتواصلوا و يتعاونوا و يتآزروا مع بعضهم البعض أي ان المهمة الأولى التي كلفنا بها من طرف المولى جل في علاه هي التعارف و التنظيم و بناء العلاقات و التعاون فيما بيننا و لا فرق في هذا بين ذكر و انثى مسلم و كافر او ابيض و اسود ..... بل التفاضل و التكريم الرباني يكون بالتقوى و هي في حد ذاتها حافر للبشرية على التنافس في اعمال الخير و نشر الفضيلة و الأخلاق الحسنة .
فحياة المجتمعات و ريادتها و رقيها لا تتم الا اذا كان المجتمع برمته مدرك برسالته و واعي بمهمته التي خلق من اجلها ثم تبني الأفكار البناءة التي يطرحها المفكرون و يكون المجتمع
قائم على سنن كونية ( قوانين عامة ) لا غنى عنها و التي تتمثل في النقاط التالية :
1 – التنظيم : و الذي يتم من خلاله تحديد أولويات المتجمع او البلدة او الحي و وضع الأهداف المرجو تحقيقها في كل مرحلة و في كل مجال و يرتكز على أسس عامة أهمها:
- الوعي : أي ان يكون جميع الأعضاء المشاركون في العملية على وعي تام بالمشكلة .
- العزيمة : و نقصد بها ذلك الإحساس بالنشاط العملي و العضلي في اعلى مستوياته للوصل الى تحقيق الهدف المنشود
- العمل الجماعي : ان تكون الجماعة متماسكة تعمل كيد واحدة متعاونين و متكاتفين و متآزرين لا يتخلف احد عن الموعد المحدد او المهمة الموكلة له .
- التواصل الجيد : ابرز سمة للتعاون هي الإتصال الفعال و رد الفعل القوي الذي يوحي بالإستعداد على التعاون و الإنجاز.
- رؤية مشتركة : جميع الأعضاء تكون لهم رؤية مشتركة و موحدة تصب في تحقيق الهدف .
- ميثاق عمل : وضع بنود او اتفاقية عمل يوافق عليها الجميع و يرضى ببنودها .
2 – القدرة و القوة
عندما يدرك عموم الشعب ان السلطة بيده و هو الذي يتحكم فيها و يديرها حسب احتياجاته و أولوياته تكون لديه القوة الكافية لإنجاز ما يريد حتى من يختاره الى إدارة الشـــأن العام يكون تحت رقابة الشعب و يستطيع الإطاحة به في أي وقت شاء .
3 – القــيادة
القيادة مطلب آساسي و رئيسي في أي تنظيم و بدونها لا يستقيم امره و تكون كل الأمور فوضى حينها يسطو على القيادة من ليس اهلا لها و يسيطر على الجموع بواسطة كلام معسول منمق ثم بالترغــيب تارة وبالترهــيب تارة أخرى لإخضاعه الى حكمه و سطوته لذا القيادة تكون لذوي الرأي و الرزانة و الحكمة و المعرفة و يختار بعناية فائقة و بدون عصبية او محسوبية و قبلية .
4 – التشاركية : قبول الرأي و الرأي الآخر يعتبر مبدأـ جد مهم في العملية التشاركية فالمواطنون ادرى بأمور حياتهم العامة فلهم الحق في ابداء الرأي و التخطيــط و تقديم النصح و المشورة الى المسؤولين القائمين على التنمية و على المسؤولين قبول ذلك لأن مبدأ التشاركية هو تحمل المسؤولية في قوة الإقتــراح و إعطاء حلول مبتكرة و متنوعة تخدم الصالح العام حينها يتم قبولها من طرف السلطات الوصية على العملية التي توفر المبالغ المالية و الوسائل لإنجاح أي مشروع و تنفيـذه .
5 – العلاقات : نجاح الشخص الأساسي يعود الى بناء علاقات جيدة مع جميع الشرائح سوآء جيران او مواطنون او مسؤولين محليين ، لتنفـيذ أي مشروع محلي او جهوي او وطني يجب ان يعتمد على بناء شبكة من العلاقات العامة و الخاصــة فالجمعية التي ليست لها علاقات او سيئة في علاقاتها لا تحقق ما تريد و كل اقتراحاتها تضرب عرض الحائط او تبقى طلباتها و اقتراحاتها في الأدراج و العلاقات مبنية على اتصال جيد و فعال 85 بالمائة من النجاح يعود الى الإتصال الجيد ، 95 بالمائة من النجاح تعود لبناء العلاقات الجيدة .
الخاتمة
يستد المجتمع تنظيمه من الثقافة السائدة فيه فالمجتمع العربي غير الأوروبي لأن كل مجتمع تحكمه منظومة قيم مغايرة لقيم الآخر و يتشاركان في كثير من التوجهات لذا فالثقافة السائدة هي الحافز و الموجه لتسطير أي مشروع على اعتبار ان العالم العربي له ثقافة عربية إسلامية ابوية غير الثقافة الأوروبية المعتمدة على اللادينية و التعددية العرقية .
فالأفكــار التي تحرك المجتمعات و تشغلها بمثابة بذور حيه تزرع في ارض بور و تسقى و ترعى بعناية حتى تنمو و تكبر لتعطي ثمارها بعد حين ، و الأفكار يجب ان تلقح بالإطلاع على ثقافة الغير قد نجد فيه ما يمكن زرعه عندنا و يجدر بالمفكر الا يتقوقع على محيطه الضيق بل يطلع على أفكار و علوم الغير يتستقي منها ما يناسبه او يطابق بيئته ،فالإنفتاح على الغير ضروري جدا لتمكن من المقارنة و اخذا بالأحسن و الأمثل .
-
smain223الإسم و اللقب :لونيسي اسماعيل تاريخ الميلاد : 1961 البلد : الجزائر الشهادة : مربي رئيسي الوظيفة : مدير مركب رياضي جواري الهواية : القراءة و تنمية الذات