عشق الكتابة
قصة بدائية من الطفولة
نشر في 20 شتنبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
في أيام الطفولة وبداية عشقنا للكتابة نبدأ في كتابة خواطر وأفكار عشوائية ، فربما تحوذ على إعجاب من حولنا ، حيث تأخذنا الخيالات والأوهام إلى أبعد مدى ، حيث تداعبنا أحلام الشهرة والتميز ، فنرى إنبهار الناس وولعهم بالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فتأخذنا القصص والأساطير إلى عالم آخر ، فنعيش كأننا حليم ونقلده ونحفظ أغانيه وألحانه ، ونعتقد إننا سنكون مؤثرين مثله ونتخيل الجماهير وهم يصفقون لنا ، تمر الأيام وتتغير معها أحلامنا ، فنبدأ في حب المدرسة والتعليم ، ونعود للمنزل لنقوم بدور المعلم الذي يمسك المسطرة ويشير إلى التلاميذ وينادي أسماؤهم ليسألهم ، فكونك تقوم بتوجيه الأسئلة لمن هو أصغر منك في السن والخبرة فإن ذلك فيه متعة كبيرة وإحساس بالثقة ، نقوم بتسطير ورقة طويلة لنكتب بها أسماء كل أصحابنا بالفصل ونكتب بجوار كل اسم درجة الامتحان في العربي والدين والحساب والمواد الإجتماعية ، لقد عرفنا منذ الصغر أن المدرس يمتلك دور كبير في التأثير على عقولنا والسيطرة على سلوكنا ، كنا نتابع حجرة المدرسين ونراقبهم لنرى هل يتصرفون بشكل عادي أم إنهم مختلفين عنا ، وهل يعيشون حياتهم مثلنا أم إنهم أتوا من دنيا تختلف عن دنيانا .
مرة أخرى تتغير وجهتنا وتتبدل آمالنا بمرور الأيام والسنين لنرى الكتاب والقصاصين وكيف تمتليء حياتهم بالأسفار والمغامرات ، ونلح في السؤال عن أخبارهم ومسيرتهم ، حيث تتفتح أعيننا في صباح كل يوم من أيام الجمعة على جريدة الأهرام لنشاهد صور الأدباء تبدو أعلى مقالاتهم الرائعة ، ونتذكر في بداية الطفولة كيف كنا نحب الروايات الخيالية ونعشق الرسوم ، ونحاول مراراً وتكراراً أن نكتب قصة مثل سندريلا، أو أليس في بلاد العجائب ، كنا نحاول أن نتمسك بتلابيب القلم لكنها كانت محاولات عشوائية ورسوم رديئة .

يترسخ حب الكتابة في قلوب محبيها منذ نعومة أظافرهم ، فيصبح حب جمع الأقلام هواية وشراء الورق متعة ، وفوضى ازدحام الكتب طمأنينة ، لقد كانت البداية ونحن صغار مع قصة بدائية للأطفال عن الجمل توتة ذو اللون الأبيض الثلجي الذي كان يبدو صغيراً جداً لكنه كان صبوراً يتحمل الشمس الحارقة وقلة الماء في الصحراء ، وكان يسير كل ليلة يتأمل السماء والنجوم والقمر الساطع ، وفي إحدى الليالي رأى فتاة صغيرة رقيقة جميلة الروح ، وعندما رأته الفتاة أسرعت إليه ، وأخذت تتكلم معه وأحبته لطيبته وشجاعته ، وفجأة تحول الجمل إلى شاب جميل بديع فانبهرت به الفتاة أكثر وطارت إلى أعلى فرحاً به كأنها عصفورة رشيقة .

كانت هذه بعض السطور من حكاياتي الخيالية أيام الطفولة ، عندما كانت تأخذنا الأفكار إلى عالم الأساطير ، هذه هي قصتي البدائية وأنا أحاول الكتابة ، ربما أصبح يوماً أديبة أو فيلسوفة ، أو حتى قصاصة للأطفال فهل يمكن أن نصل إلى كتابة الأدب؟ لازلنا في بداية الطريق ، مازلنا في طريق الكتابة البدائية ، فما هي قصص الأدباء الحقيقيين في الطفولة ، لم نعرف سوى قصة عميد الأدب العربي طه حسين ، والعالم العظيم مصطفى محمود ، لماذا لم يصل الكتاب في عصرنا الحديث لروعتهم ، رغم إننا نمتلك التكنولوجيا والسرعة في الحصول على المعلومات والأخبار؟
-
عزة عبد القادربدأت عملي كصحفية فأدمنت الكتابة بدرجة تجعلني مشتتة في عملي إذا لم أكتب ، حتى ولو كان في رأسي قصة تافهة ، فالكتابة تروح عن النفوس وتجبر القلوب ، اقول لماذا لا اكتب ، بدلا من إزعاج الناس لماذا لا نكتب ، وبدلا من ان نبكي ونحز ...
التعليقات
أقول لك وبكل صراحة كان هناك جيل كامل من الأدباء والشعراء ربما يفوق بعضهم السابقين فى الروعة ولكن لايعرفهم احد والأسباب فى اعتقادى سياسية واعلامية آخرهم احمد خالد توفيق الذى مات فى الاربعينيات من العمر بأزمة قلبية وكان يستحق الأكثر من الشهرة والحظ الاعلامى، ومن قبله أمل دنقل وغيرهم..
آسف للاطالة ولكن آخر كلمة كان الله فى عونك فى رغبتك فى الكتابة الادبية من القصة والمقال مع كونك صحفية فالصحافة سارقة للعمر سارقة لمداد القلم تحياتى وارجو لك التوفيق الدائم .