تحدث سعد الدين العثماني وزير الخارجية السابق المغربي و الأمين العام لحزب العدالة و التنمية في ندوة عن التحولات الكبرى بعد الربيع العربي , أو ما سماه بالربيع العربي الأمازيغي , و كيف خرج منه المغرب دون خسائر تذكر عكس الدول العربية التي شهدت و مازالت تشهد أحداث دامية و ثورات من أجل إسقاط نظام فقد فيه الشعب الأمل في الإصلاح أو التطور .
مقدمة الوزير السابق كانت حول كتاب الراحل المهدي المنجرة , الرجل الذي كان ذو رؤية بعيدة و ربما حدس كبير , حيث يتناول كتابه الذي نشره بالثمانينات ثلاثة مشاهد يرى السيد سعد الدين العثماني أنها تلخص الأحداث التي تعيشها الدول العربية الآن مع ذكر إمكانيات الخروج منها , لخص هذه المشاهد في بضعة أسطر أكتبها لكم :
الإمكانية الأولى : سيناريو الاستمرار أو الاستقرار , هذا السيناريو يتمحور حول حدوث ثورات ذات بعدين , استقرار تام أو استمرار إلى أجل غير مسمى وهذا ماتشهده معظم الدول التي شهدت ثورات الربيع العربي.
الإمكانية الثانية : السيناريو الإصلاحي . هذا السيناريو المتوقع يحافظ على الاستقرار مع بعض الإصلاحات , وكانت تفوق نسبة نجاحه في نظر الراحل المهدي المنجرة 70 بالمئة , هذا السيناريو يرتكز على إصلاح و تغيير بعض القوانين و العمل بصرامة في مجال الاقتصاد و التعليم .
الإمكانية الثالثة : سيناريو التحويل الجذري , لكن المهدي المنجرة رحمه الله أكد على أن التحول الجذري صعب جدا و ربما مستحيل .
يرى السيد سعد الدين بنظرة تفائلية للربيع العربي لأنه "طهر" المنطقة من بعض المغتصبين , فالثورة لم تأتي إلا بعدما يإس الشعب من التطور و التحول السياسي الإيجابي , رغم أن بعض الدول مازالت تعاني من ما بعد الثورة ,إلا أن هذا راجع لكون كل دولة تتطور وفق إطار خاص .
2011 كانت بداية انكسار جدار الخوف و أصبح الناس أكثر طلبا لحقهم بكل حرية و دون أي خوف أو قمع , لكن المغرب سلم من هذه الثورة باعتماده سيناريو الإصلاح, فالمغرب اتبع هذا السيناريو وكانت بدايته بخطاب 9 مارس الذي جاء بدستور وحد الأحزاب , دستورا توافقيا هو سر مرور الربيع العربي على المغرب مرور الكرام .
-
Mahassineأحب القراءة و البحث .. أعشق البرمجة .. متتبعة لأخبار التقنية و السياسة