إن كلمة أزمة تمثل لنا جميعاً مشكلة كبيرة قد حلت علينا أو كارثة تتوقف عندها عقارب الساعة وتتوقف معاها أملنا وأحلامنا وربما قلبنا!
فمشكلة عدم التفاهم وقلة أو انعدام الحوار بين الزوجين تمثل أزمة كبيرة بينهم، ولكن هل فكرا أى منهم لماذا حدث هذا النفور الذى نشأ بينهم؟ وهل تلاشى الحوار غرضة أستمرار الحياة بوضعها الصامت الباهت؟!
أعتقد أنا لا أحد منهم يعرف السبب أو أن السبب معلوم ولكن لا يرغب أى منهم فى كسر حاجز الصمت حفاظاً على كرامته أو لرؤيته أن الطرف الآخر هو الذى ينبغى عليه أن يقدم على هذه الخطوة ويبدأ بالحوار وحل المشكلة.
المشكلة الحقيقة التى نجهلها جميعاً كبشر أن الأقدام على بناء بيت وأسرة يتطلب منا أولا أن نعى ماذا تعنى الأسرة، فالأسرة ليست هى أن يقدم زوجين على الارتباط ببعضهم البعض وأقامة علاقة حميمية فى المقام الأول وانجاب الأبناء وتركهم للحياة تعلمهم وتعلمنا دون الشعور بأدنى مسئولية أتجاه هذه الكيان ، فمعظم حالات الصمت السائدة فى بيوتنا ترجع لأن أسس الاختيار كانت لأرضاء الأهل والمقربين الذين ينتظرون أن يفرحوا بأبنائهم لينجبوا لهم الأحفاد حتى أصبح الأمر يصل إلى كيد المكائد فى بعض الأحيان حتى تكتمل الزيجة!! وأعلان الفوز بأنهم أنجزوا المهمه المستحيلة غافلين. عن أن الطيور والحيوانات تتزوج وتنجب الأطفال أيضا ولكن ما يميزنا عنهم هو العقل الذى لابد أن يكون إستخدامة فى مصلحة الأسرة واستمرارها.
ونتيجة لمفاهيم الزواج الخاطئة فى المجتمع أصبح من الطبيعي أن ندعى إلى حفل زفاف ونرقص مع العروسين ونأكل من الوليمه الضخمة وبعدها بأشهر قلية يتترك إلى مسامعنا فشل الزيجة وأنهيار البيت بالطلاق دون أن يتترك أحد لمعرفة ما هى الأسباب التى أدت إلى هذا الفشل السريع!
أن المجتمع يفرض علينا كأفراد معتقداتة الخاطئة التى تأخذ المعظم منا إلى الهاوية ! نعم فأى هاوية أقوى من أن يبنى بيت على أساسا هش، أساسا يعتمد على أن نتفاخر ونتباهى بالمفروشات والأجهزة دون النظر إلى هل يصلح هذان الزوجين لبناء أسرة؟ هل هم مؤهلين للتعامل مع أى أزمة تحل بهم؟ وهل لديهم القدرة على تقبل عيوب الآخر عندما يغلق عليهم الباب؟
الكل يتهرب من الأجابة ويكتفوا بالصمت الذى يكون هو اللغة المستقبلية الوحيدة بين الزوجين حتى تسير المركب رغم انحراف المركب عن خط سيرها السليم!!
فالزواج لابد أن يبنى على التفاهم وعلى الحوار وخلقة ومهارة التعامل مع الأزمات،. فأنا أقصد بالمهارة هنا الحكمة التى لابد أن يتحلى بها الزوجين ورغبتهم فى حل مشكلاتهم دون أدخال أى أطراف أخرى، فعلى من يقدم على الزواج أن يعى أهمية عدم تدخل الأهل أو الأصدقاء فى حياتهم، وأن كسر حاجز الصمت ينبع من داخل أنفسهم، ومادام ارتضى الزوجين ببعضهم البعض عليهم أن يتحلوا بالصبر والحكمة حتى ينصلح الحال وتنعم بيتهم بالحب والمودة، وعدم ترك باب العناد مفتوح بينهم إذا حدثت مشكلة
فقال تعالى فى كتابة الكريم
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
فليس الزوج والزوجة أعداء بل هم عمود البيت وبدون أحدهم ينهار هذا الكيان، فلا تجعلوا بيوتكم عرضة للانهيار ولا تجعلوا للصمت مكان بينكم.
وتذكروا قولة تعالى
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
تذكروا أنكم خلقتم من نفس واحده
-
أمل محسنالعلم مفتاح. الحياة
التعليقات
دام مدادك اختي امل محسن