مقتطفات من كتاب: حملة الجنرال كافينياك في الصحراء الجزائرية خلال شهري أفريل-ماي 1847
الدكنور: فليكس جاكو ترجمة : حليمة بابوش الحلقة السادسة تلخيص: سميرة بيطام
نشر في 31 يوليوز 2023 .
كان طابور الجنرال رونو( Renaul) المتواجد على بعد بضع فراسخ منا محاطا بالثلوج ، وفي مثل هذه الظروف ،تصرف القائدان بطريقة معاكسة تماما حيث أمر الجنرال كافينياك بالرحيل عندما لاحظ سقوط الثلوج بينما أمر الجنرال رونو بعدم التحرك وقد حصل أن سمعت انتقادا أو مدحا دون تحفظ لكلتا الطريقتين واذا تأملنا في الأوضاع عن قرب، نلاحظ أن القائدان كانا على صواب ، فما كان على الجنرال رونو الذي كان يشغل معسكرا زاهرا بالشجيرات أن يترك مكانا يتيسر فيه اشعال النار والحصول على أماكن يابسة تحت الخيم .
22 أفريل :
حسب بيوسونال (Peysonnel) لا يشكل الجراد طعاما أقل شرا بل حلوى حقيقية ويقول المعني أنه في بلد التمور جنوب مملكة تونس، هناك شيوخ لم يتذوقوا أبدا طعم الخبز، فهم يعيشون بالتمر والماء فقط، ويأكلون بعض الجراد المغلي في الماء والملح عبارة عن مرق.
كميات الحبوب التي تنبت بعسلة (عسلة هي قرية تشمل ستين منزلا وثلاثمائة ساكن تقريبا ) غير كافية تقريبا ولهذا السبب، فالسكان مجبرون على جلب التموين من التل وطعامهم الأساسي هو التمر ولكن رأينا أن النخيل بعسلة لا يعطي محصولا كافيا خلال سنتين ولذا يمكن القول بأن هذا القصر غير محظوظ من ناحية الطبيعة .يجلب سكان عسلة التمور من تيوت وموغار اللتان تملكان عددا أكبر من النخيل وهما في اتصال مستمر مع المغرب وقورارة ،تتوفر التمور في هاتين المنطقتين بكثرة حتى أنها تباع بأثمان بخيسة.
توجد في عسلة بعض المعالم الملفتة للانتباه ولكنها لا تقع داحل المدينة وهي عبارة عن أضرحة للأولياء الصالحين بيضاء اللون تقع على حافة البساتين ويشبه أحدهم مسجدا صغيرا وتعلو محيط جدرانها على غرار كل المقاطعة أهراما صغيرة على شكل سلالم ولكن بيض النعام يعوض فوق تلك الأهرام الكرات المعدنية أو الحجرية التي نراها فوق المصليات القبرية التي نجدها في التل، أشرف على بناء تلك الأضرحة التي تعلوها قباب مهندسون قدموا خصيصا من فقيق بالمغرب كون فنانو القصر ليسوا مؤهلين لتشييد مثل تلك البنايات، وكأن سكان القصر أرادوا تخصيص كل الترف والفخامة الهندسية لتزيين تلك المعابد الصغيرة التي سيحفر حولها مثواهم الأخير ولن يتعرض هذا الأخير على الأقل الى نهب وشتم الفائزين على عكس سكنات الأحياء فهو مقدس ومحترم من طرف الجميع وحتى العدو الملطخ بالدماء يأتي ليسجد ويترحم فوق القبور أو تحت قباب المعابد، لما يكون الجوع والبؤس والأمراض والعناصر الطبيعية والحرب مصادر تهديد دائم فالوجود زائل الى درجة تجعل المرء لا يجرؤ على تزيين المسكن الذي لن يمضي فيه الا يوما واحدا ويخصص كل اهتمامه لذلك البيت الذي سيأويه الى الأبد بعيدا عن عواصف الدنيا.
يتبع............
-
.سميرة بيطاممهتمة بالقضايا الاجتماعية