تتابع في نفسي الآهات

وعيني  كم جادت  منذ  فراقك بالعبرات

إذا خيرت  مابين الحب  وكوني جماد

لأخترت بأن أحيا صنمًا بلا إحساس

بل مهلا إن الصنم قديما قد عُبد بواسطة الناس

وأنا  ما  عدت أطيقُ بأن يتعلق بي إنسان

ليتني عشت حياتي طيفًا في كل الأزمان

وما عانيت من الألم وما طرقت بابي الأحزان

لكني بكل الأسف  قد أخترت بطبعي  الصعب

وأعلنت وأنا لا أدري على نفسي الحرب

فإذا  بي أتعثر من كثرة أشواك الدرب

تمنيت لو أن الحب لم يُخلق قط

واقتصر دور القلب على ضخ الدم

فلا نشتاق  ولا نتألم مع كل فراق

لعزيز وتضيق بأعيننا الأكوان 

حقا أحسب أني كنت جبان 

حين أخترت بأن أبتعد وكأني أنجو  بنفسي وسط الطوفان

أحيانا ألتمس العذر لنفسي وأحيانا

أقسو وأنعتها بكل قبيح فلقد جاوزت تلك اللاهية الحد 

وما قنعت بل حسبت جهلا أنها لن تتعثر في هذا الدرب

فإذا بها قد جرفت مع أول  تيار

عجبا  كم عانى هذا القلب من الدنيا ومن الأحباب 

فأنا وحدي بلا سيف قد خضت الحرب

وأعلن  وحدي للملأ بأني هُزمت ....وندمت

ما أقسى أن يعتلي منصة حكم إنسان 

وببساطة يتلو في حقك حكم الإعدام

ثم ينعتك بكل قبيح ولا يغفر أبدا ما كان

وأنا  سأظل أردد في نفسي أني أخطأت

وأحسبني أيضا  نافقت فقلد كنت قديما أحسب نفسي من الأخيار 

لكني علمت الآن  بأني مثل جميع الناس

أُخطأ وأُصيب و أقترف بعض الآثام

أنا  لست ملاكا فأنا  ببساطة إنسان

لكني لا أتمادى أو أعلن حتى العصيان

بل أسكب في صمت كل العبرات

وأخاف من تلك الزلات بأن تجعلني من  الأشرار 

فألوذ بربي كي يرحمني ويتوب علي 

ويلهم نفسي طريق الخير ويمنحني 

سلام للنفس وأعود لدرب الأبرار

ما أقسى  حقا أن تظلم إنسان 

لا بد بأن تعي بأن الخطأ لا يعني أني شيطان

فأنا لست  بمعصوم كي أقضي حياتي 

في ذكر وصلاة و تلاوة قرآن

وإذا  جاد الرب بعفو فليس بمقدروك أن تصدر في حقي الأحكام 

لأنك  ببساطة مثلي إنسان

ولست ملاكًا كي تعلن أني شيطان

فكلانا مادمنا نحيا قد نقترف جميع الآثام

نخطئ ونصيب ونجتهد بأن نحيا في 

خير وسلام