ليلة العودة لعناق عمّان
هيام فؤاد ضمرة
نشر في 07 مارس 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
ليلة العودة لعناق عمان..
هيام فؤاد ضمرة..
هربَ النومُ مستجلياً
طُرُقَ العَوْدَةِ إليكِ
أثقلَ الجُفونُ نوَى الحنينِ
عضَّ على النواجذِ الكَرَى
تاركاً إيَايَ وأنتِ واللَّهفةُ ثالثتنا
والعِزَةُ التي تَعَانَقتْ في خَاطِرَينا
لتَنهَضَ مِنْ مَكمَنِها
ذًاكِرَةُ الأيامِ الخوَالي
على تَوَالي الليَالي
مِنْ أعماقِ خُمُولِ قسَاوَةِ غُربةٍ
فكَّتْ تمَاسُكَ أيْدِينا
وما انفكَتْ أبداً رَوَابط لوَاعِجنا
قطعَتْ في الأحشَاءِ مَسَاراتُ وَجَعِي
عَزَفتْ لحنُ الشَّجَنِ في تلابيبِ المُنى
وانتظرت الشهور الهاربات عن وسني
هاكَ صوتها الأثيرُ يُناديني
يَبلغُ عَمّان المنتهى بذرُورِ الأشواق
لتَحِلِّي أنتِ في أحضَانِ حَنيني
نَتعانَقُ على الشَوْقِ
على ذِكرياتٍ نقشَتْها خُطواتٍ
وَاكبَ حَصَادَها الأماكِنَ والطُرقات
في مَسَاراتِ نشأةٍ تُداعِبُ شُمُوخَ عِزتي
فيا عَمّانُ الهَوى يا مُلهمةُ مَسيلِ أقلامي
أغِيثِيني بذاكَ العِشق الذي للعُمْرِ مَنَحْتِيني
أفِيضِي حُبُّكِ دَاخِلِي وانْصُتِي لنِدَائِي
فإليكِ أعُودُ لأرتَدِي فَسَاتينُ اشتياقي
وألملِمُ بينَ يدَيْكِ نبضُ شَرَاييني
افتحي لي ذراعيك على ما أنت عليه
على ما عَوَّدْتيني باشتِعَالاتِ مَيَادينِكِ
بالأمَاكِنِ التي عَرَفتنا وتَزَيَنتْ لعُمرِنا سَنابِلاً
لخيراتِها تَفَوَّقَ الزيتُونُ والعنبُ
واندياحاتُ ينابيعٍ بللتْ أقدَامَنا
وفوَّحَتْ في فَضَائِكِ عِطْرُ الرياحين
تَسقينا زُلالَ زَخْمٍ وعناقيدَ اليَاسَمين
فانتظريني عَمانَ والغدُ يَترقبنا
يَشًدُّ أزرَ الخُطى إلى مَنبَعِ تَدَفِقِ شَرَاييني
ولِجِسرِ رَغدان حكاياتُ طفولة
ليسَ بِمَقدُورِ الزمَنِ إضَاعَتها
ولا هي تَغيبُ عنْ شَاشةِ عَرْضِي
إذ تُقيمُ في عَصَبي مَرَاسِمُ حَجيجَها
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية