جراح سايسبيكو ما زالت تؤلمنا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

جراح سايسبيكو ما زالت تؤلمنا

  نشر في 13 ماي 2014 .

كان الوطن العربي يمتد من المحيط الأطلسي غرباً الى بحر العرب والخليج العربي شرقاً ويشمل الدول العربية الموجودة في غرب اسيا وشمال وشرق افريقيا. لا يقسم هذه الدول والشعوب حداً فاصلاً بالدماء والأعراف والتقاليد والإحساس العربي القومي الذي كان يجمع كل فرداً شريفاً في هذا الوطن الكبير. كان الجميع يشعر بالأمان والإستقرار القومي والعزه والفخر على وطنأ مساحته كبيرة ومكونته جميلة. وكان الوطن العربي الكبير مكاناً يخشاه الجميع لوحدته وتماسكه ولعل هذا ما كنا نتعلمه ونحن على مقاعد الدراسة بأن العصبة المجتمعة لا تكسر. وفعلاً هذا ما هو صحيح.

وبعد السَنون الجميلة التي تمتع بها الشعب العربي جاء سايسبيكو اللعين الذي قسم الوطن العربي الى دولة متشاحنة فيما بينها وشعوباً متباغظة وكارهة لبعضها البعض,وأصبح كل قطراً عربياً له مميزاته وعاداته المختلفة حيث شهدت وتشهد الدول العربية من المحيط إلى الخليج تغيرات جذرية في كثير من الأنماط المعيشية و الفكرية وحتى الإجتماعية وما زالت تلك التغيرات تلاحقنا بتسارع كما يلاحق الذئب فريسته. ولو كان عامل الزمن بيدنا وتوقفنا وعدنا إلى ما قبل عام 1916 وتفكرنا بالأحداث التي تمت في غضون العشر سنوات ما قبل تلك الكارثة,وتمعنا في النظر الى أعماق سايسبيكو لوجدنا ما هو مثير ايضاً,ولو إستخدمنا اسلوب الاستنباط من النتائج التي نعيشها في أيامنا هذه لعدم قدرتنا الى التوصل للحقائق وخفايا تلك المؤامرة لسوف نجد أسباب هذا النمط من التقسيم للدول العربية.

لو ابتعدنا قليلاً عن الخارطة المقسمة وجمعنا اجزائها فاننا سنجد بانها منقسمة الى مجموعات مختلفة, فالأولى هي بلاد الشام , والثانية دول الخليج العربي , وأخيراً دول المغرب العربي. وكلاً منها له خصائص مختلفة . فالمجموعة الأولى تمتلك الموارد البشرية التي تخلق الإبداع الفكري والعلمي ولكن لا تمتلك الموارد والجزء الثاني عبارة عن مجتمعات تتمتع بالخاصية القبلية مما ادى الى قلة المتطلب العلمي لها ولكنها تمتلك الموارد,واخيراَ الجزء الاخير ما زال محتلاً فكرياً ليومنا هذا وهو المغرب العربي. وبتلك النتيجة بين يدينا الأن فاننا نلاحظ بأن تقسيم الدول العربية جاء بناءً على تقسيم الموارد والعقول وبعامل مهم وهو الحلقة الوصل لشعباً يجب عليه ان يرحل من ارضه بعد عام من هذه الصفقة . وبالرغم من هذا التقسيم الذي نعتاشه الان يوماَ بعد يوم فان أثاره الاخلاقية بين المجتمعات العربية اصبحت مدمرة , فاصبح كل جزءاً من الاجزاء وحتى الجزيئيات بين بعضها تبحث عن مصالحها الاقتصادية المنفردة مما ادى الى نشوب الكثير من الإختلالات الأخلاقية و التضامنية بين العرب حتى وصلنا الى ما نحن فيه الأن .

بلاد الشام التي لا تمتلك الموارد الإقتصادية يبحث مواطنوها فقط عن لقمة العيش , فأصبحت هذه الشعوب لا تستطيع التفكير إلا بلقمة عيشها التي تحمل طعم المرار, وجميع الإبداعات تدفن و تجهض بلا اي شفقة على شباباً عقله ملوث الأن بتفاهات لا تستحق العيش, والجانب الاخر هو الخليج العربي الذي يمتلك الموارد الاقتصادية الضخمة ولكنها تذهب كالريح على شهوات واغراءات تلك الشعوب التي غرزت فيها وفينا الكثر من الأمور التي تستنزف وقتاً ومالاً وجهداً .

الجزء الأخر من الوطن العربي وهو المغرب العربي والذي تشعر بانه جزءاً من الدول الغربية التي لا تمت للعرب بِصله,لغتهم واطباعهم وحتى تطلعاتهم تسبح في فلك بعيد جداً عن هموم الوطن العربي, والى متى هذا ما لا يعرف جوابه احد لاننا اصبحنا للذل عاشقين والمهانة أصبحت شيئاً من القدر,ما نزع منا صفتنا العربية واصبحنا نتغنى بصفات الغرب التي تُصدَر الى دولنا وشبابنا العربي بشكل يومي. هنا دعني اقف واتسأل ما دامت الشعبوب العربية لا تستطيع ان تمتلك الحرية فكيف لها ان تعيد امجادها ؟؟!!


  • 4

   نشر في 13 ماي 2014 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا