يعرف في علم الكيمياء أن التفاعل بين المواد بحاجة دائما إلى مادة مساعدة على التفاعل وتسمى هذه المادة "المادة المحفزة" وهي تعتبر الدافع الذي يساعد على انفجار التفاعل بين المواد للخروج بمادة جديدة تماما لها مواصفات وميزات تختلف عن كلا المادتين. وإذا جاز لنا أن نقول إن القراءة هي دائما مادة التحفيز على التفاعل بين مايمتلكه الأفراد من معرفة وبين ما يضاف إليهم من معرفة جديدة من خلال القراءة فيكون على أثره انفجار الفكر والإبداع والابتكار الذي يسعى إليه كل مجتمع.
ولذلك لابد لنا من أسلوب جديد وعميق خالي من التكرار والملل لتكوين عادة القراءة بهذا المفهوم الكيمائي الصريح. نريد أفكارا تعتبر بمثابة اختراع لم يسبقنا له أحد لنكون المجتمع القارئ، نريد اختراع العجلة من جديد بالنسبة للقراءة، باختصار نريد قراءة ومهارات قراءة وسلوكيات قرائية تتناسب مع هذا العصر الجديد كليا حيث أصبحت فيه المعرفة هي مقياس قوة الأمم والمجتمعات.
وعندما نقول اختراع القراءة، ذلك لأن القراءة التقليدية وأساليبها لم تعد تجدي في هذا زمن السرعة والتقدم الهائل في التكنولوجيا والعلوم، فتصور لو بقيت على معلومات الدارسة بدون أي تحديث ولمدة عشر سنوات قادمة، بالتأكيد ستجد نفسك تملك معلومات منتهية الصلاحية.
مع سرعة الزمان وتسارع النشر والطباعة بجميع أشكالها وأنواعها، لايد وأن يقابلها سرعة في الحصول على المعلومة وسرعة في تحويلها إلى معرفة وقدرة على استخدام المعرفة بشيء يثمر ويعود بالمنفعة على الفرد والمجتمع.
ولقد تطور فن القراءة وصار علما وفنا وله أصول وقواعد بالإمكان اتباعها واكتسابها وتعلمها، وهو مايطلق عليه "سرعة القراءة". وهذه المهارة هي التي ستجعل من مادة القراءة سريعة التحفيز التفاعل بين القارئ ومايقرأه وتساعد على التركيز أكثر وتبقي العقل في دائرة التفاعل حتى نصل إلى انفجار الإبداع والإبتكار الذي نريد.
ولهذا العلم والفن "فن القراءة السريعة" مدارس واتجاهات ودورات ومراكز متخصصة تعمل في تنمية هذا الجانب المهم لدى الأفراد، وهذا ما نحتاجه في منطقتنا العربية هو زيادة الدعم والاهتمام بمثل هذه الدورات والتي ستكون علاجا لكثير من المشاكل القرائية لدى الناس، وتلفت الأنظار حول القراءة وأهميتها، وتقرب من الفجوة الكبيرة من القراءة والأشخاص خاصة بعد ترك مقاعد الدراسة.
فالمعادلة التي هي شخص يريد أن يقرأ ومادة جاهزة للقراءة يتم التحفيز بمادة "فن وعلم القراءة" لنكون شخص مبدع ومبتكر ، لنحصل على مجتمع قائم على المعرفة.
-
وسام مصلحماجستير إدارة المكتبات والمعلومات - قارئ بشغف- أحب الكتابة