عذرا رسول الله هذي أحرفي
نطقتْ على استحياءِ بعد تردد
عذرا أيا ملك البيان وسيدا
للأبجدية والجمال الخالد
منك البلاغة أنت مصدر نورها
وبك استقامتْ من صفاء المورد
فبأيِّ حرفٍ يا تُرى مثلي أنا
والمادحون وأنت سِرُّ الأبجد
صور البلاغةِ عند بحركَ قطرةٌ
والله حَسْبُك عن خيالِ مُمَجِّدِ
فإذا أتتكَ حروفنا منقوصةً
فالصفح منك فأنت فوق المقصد
هي باقةٌ من عطرِ حبٍ كلما
عَصَفَ الحنينُ بنا بعثنا بالندي
هي زفرةٌ الشوقِ التي لم نستطع
كتمانها وبرغم مظهرها الردي
متنفسٌ للقلبِ ينظمها بما
فيه لكم من حبه المتجدد
فبكم يطيب حديثنا حتى وإنْ
قصرت بنا الكلمات دون الأجود
فلك النفوس رخيصةٌ وبكل ما
ملكتْ يدانا من فدىً لك نفتدي
ولكم يطيب بكم شعوري مثلما
طاب الوجود وطاب كل مُرَدِدِ
وبكم تفوح الأرض يزهر أهلها
حبا وتنعم في الحياة وتهتدي
وعلى يديك صلاح كل أمورها
وفلاحها في ظل عيشٍ أرغد
غادرتَ مكة مُكْرَهاً من أجل أنْ
تتنفس الدنيا السلام السرمدي
لتعيد للإنسان أعظمَ نعمةٍ
وتصونه من كل فكرٍ فاسد
وتقيم منْ لا شئ أعظمَ أمة ٍ
وحضارةٍ ملكتْ عنان الفرقد
دستورها النور الذي أوحى به
ربُّ العباد إلى النبيِّ محمد
فمن استعان بنهجه طوبى له
ومن استهان بأمره لم يَرْشُدِ
فعليك صلى الله ما حرفٌ على
ورقٍ تسطَّر منذُ أدمَ عن يدِ
حتى يجف من العقول وينتهي
منها الخيالُ لهول ذاك المشهد
بسام اليافعي