انسكابات المطر
..هيام فؤاد ضمرة..
هكذا أنتَ يا عِطرَ السَّحاب
تؤوبُ عشقاً لعالمِ يذرو لهفاً
تنسَلُّ عبرَ أوردةِ المَدى العالي
لتحَطّ شَغفاً على ثرَى الاحتِساء
أناشِدُكَ أنْ تهطلَ زَخاً مُترفِقاً
والإنسِكابُ من دلوٍ له الهون مُستجاب
حتى لا يَهجُرُ كفيّ النبْعِ الهَطول
فيَجفُ في قلبي طيفَ لحظ شَغوف
فها هي السُّحُبُ تَستيقِظُ منْ نومٍ طويل
تراوِدُ أبخِرَتِها اعتِدَال الرَحيل..
على فضيلةِ التكَثّيفِ والإنسِكاب
تقبِّلُ المُرُوجَ بقبلةِ شَوقَها المُهاب
لتمنَحَها اخضِرارًا مهوُوسُ العَطاء
فيا أيها البهاءُ الآتي على شَغفِ انتظارٍ
على اخضِرارٍ ليس يُغالبهُ احتِضار
ها قد ناخَتْ جِمالِكِ فوق مَطالعِ الشتاء
فمِدِينا يا سُحُباً بِتَجشوءٍ يُمهِرُ بللَ السماء
وزِخّي أمطارُكِ لتَروي لنا عَطشَ الغِلال
فقد غدا انهِماركِ ديوانُ شعرٍ
يَطرَحُ حُضُورَهُ بلحنِ الأمال
فأغيثينا يا أمطارَ الخير ومِدِينا
وذرِي في مُهجتِنا فرَحَ الولع والمآل
نَستدعيكِ والشوقُ فينا يُرُدِدُ مطر الارتجال
ألا لوَصلِ أمطاركِ فينا حياةٌ وعبرٌ
فقد تاهَتْ بسوَاقِينا كؤوسُ الدلال
ورياحٌ تحملُ بواكينا لآخر السِّجال
وعمرٌ ليس يُسقِطنا برفقة البريق
فاطبَع يا مطرَ تَمَرُدِكَ على قارعةِ الطريق
وأرسل موجاً يُلاحقُ انسيابَ الهُطول
تريث فهناك وليدٌ للتوِ يتنسَّمُ العَبير
وعجوزٌ يُلئِمُ جِراحَهُ بعد كلِّ مَوسِمٍ جَديد
حتى لا يَنسِفهُ خِضَمَ هَرَمٍ كؤود
ولا يظمأ الوعدُ عند أقدامِ اخضرارِ العُود
انهمرْ.. فالأرضُ بِشبَقِها تُطالبكَ أنْ تعُود
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية